|
|||||||
سبحان ربي الشكور قصة جميلة لتعرف الشكور، ترويها كتب التاريخ الإسلامي: رجل اسمه أبو نصر الصياد شديد الفقر جلس يبكي في المسجد فجاءه إمام المسجد، قال له: ما بك يا أبو نصر؟ قال له: هموم وديون، فأخذه للبحر وقال له: صلي ركعتين وأدعو الله سبحانه، ففعل ثم رمى الشبكة فإذا بها تصطاد سمكة عظيمة. يقول: فأخذتُها وبعتُها في السوق واشتريت بها رُقاقة أطعم بها زوجتي وابني، فإذا أنا عائد فإذا بامرأة وابنها حالهم كحال امرأتي وابني، فنظرت المرأة إلى الرقاقة ونظر الطفل إليها، فقلت لنفسي أعطيهم أم أعطي امرأتي وابني، فقلت ما عند الله خير لن يضيعني، فابتسم الصغير وبكت المرأة، ودخلت البيت وليس عندي شيء، وما هي إلا ساعات حتى وجدت من يطرق الباب، يقول: أهذا بيت أبو نصر الصياد؟ فقلت: نعم، فقال: أبوك قبل أن يموت أعطاني مالا، خذ المال الذي أعطانيه أبوك.. يقول أبو نصر: فظللت أتاجر وزادت أموالي وصرت ثريا، فكنت أتصدق بالألف درهم دفعة واحدة وكأني فرحت بصدقاتي وعطائي، فبت ليلة فرأيت في الرؤيا كأنني في يوم القيامة واسمع المنادي يقول: أين فلان بن فلان؟ زنوا حسناته وسيئاته، حتى جاء دوري، فوقفت على الميزان وجاء الملك فوضع السيئات فرجحت ووضعت الحسنات فلم تزن كأنها لفافة قطن وضعت أمام جبال من السيئات. يقول: أين الأموال الضخمة التي تصدقت بها؟ فإذا تحت الأموال شهوة أو عُجب أو رياء، فاسمع الملك يقول: هل بقي له شيء؟ قيل: نعم بقي له شيء، وانظر لأرى ما هذا الذي بقي، فإذا هي الرقاقة! فوضعت في كفة الحسنات فرجحت ورجحت، ولكن مازالت كفة السيئات، يقول الملك: هل بقي من شيء؟ فقيل: نعم، فإذا بها ابتسامة الطفل فوضعت كأنها شيء يوزن، ووضعت في كفة الحسنات، فتساوت الكفتان، قيل أبقي له شيء؟ فإذا بدموع المرأة، فوضعت في كفة الحسنات وكأنها بحر من الدموع فثقلت الحسنات، فاسمع الملك يقول لقد نجا لقد نجا، فأفقت من نومي وأنا أقول سبحان الشكور الذي شكر الرقاقتين الصغيرتين.
|
|||||||
|