|
|||||||
|
مـــارية القبـطية
قدمت
مارية إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية في سنة سبع
من الهجرة. وذكر المفسرون
أن اسمها مارية بنت شمعون القطبية، بعد أن تم صلح الحديبية بين
الرسول وبين
المشركين في مكة، بدأ الرسول في الدعوة إلى الإسلام ،
وكتب الرسول - صلى الله عليه
وسلم - كتبا إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام، واهتم
بذلك اهتماماً كبيراً،
فاختار من أصحابه من لهم معرفة و خبرة، وأرسلهم إلى الملوك، ومن
بين هؤلاء الملوك
هرقل ملك الروم، كسرى أبرويز ملك فارس، المقوقس ملك مصر و النجاشي ملك الحبشة. تلقى
هؤلاء الملوك الرسائل وردوا رداً جميلا، ما عدا كسرى
.ملك فارس، الذي مزق الكتاب.
ولادة مارية لإبراهيم
وبعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة، حملت
مارية، وفرح النبي
لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمره وفقد أولاده ما عدا
فاطمـة الزهراء رضوان الله عليها. ولدت مـارية في "شهر
ذي الحجة من السنة الثامنة
للهجرة النبوية الشريفة"، طفلاً جميلاً يشبه الرسول صلى الله
عليه وسلم، وقد سماه
إبراهيم، " تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام"
وبهذه الولادة أصبحت
مـارية حرة . مكانة مارية في القرآن الكريم:
لمـارية رضي الله عنها شأن كبير في الآيات
المباركة وفي
أحداث السيرة النبوية. "أنزل الله عز وجل صدر سورة التحريم بسبب
مارية القبطية، وقد
أوردها العلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون في أحاديثهم
وتصانيفهم". وقد توفي
الرسول عنها ((صلى الله عليه وسلم)) وهو راض عن مـارية، التي
تشرفت بالبيت النبوي
الطاهر، وعدت من أهله، وكانت مـارية شديدة الحرص على اكتساب
مرضاة الرسول صلى الله
علية وسلم، كما عرفت بدينها وورعها وعبادتها. وفاة مارية عاشت مـارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة، وتوفيت في السنة السادسة عشر من محرم. دعا عمر الناس وجمعهم للصلاة عليها . فاجتمع عدد كبير من الصحابة من الهاجرين والأنصار ليشهدوا جنازة مـارية القبطية، وصلى عليها سيدنا عمر رضي الله عنه في البقيع، ودفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي، وإلى جانب ابنها إبراهيم.
|
||||||
|