|
|||||||
هكذا يكون الصبر على البلاء والرضا بالقضاء
ذكر أن عروة بن الزبير لما خرج من
المدينة متوجها الى دمشق
ليجتمع بالوليد ، انتشر السرطان في رجله فى واد قرب المدينة
، وكان بدايته هناك، فما
وصل الى
دمشق إلا وهو قد أكل نصف ساقه فدخل
على الوليد فجمع له الاطباء العارفين بذلك ،
فأجمعوا على أنه يجب أن
يقطعها وإلا أنتشر السرطان في الجسد كله فوافقهم على قطعها
. اللهم لك الحمد ، كان لى أطراف أربعة فأخذت واحدا فلئن كنت قد أخذت فقد أبقيت ، وإن كنت قد أبليت فلطالما عافيت ، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت. وكان قد صحب معه بعض أولاده ومنهم محمد ، وكان أحبهم إليه ، فدخل دار الدواب فرفسته فرس فمات ، فأتوه فعزوه فيه . فقال :الحمد لله كانوا سبعة فأخذت منهم واحدا وأبقيت ستة ، فلئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت ، ولئن كنت قد أخذت فلطالما أعطيت. ونظر إلى رجله التي قطعت و قال : اللهم إنك تعلم أنى لم أمش بها إلى سوء قط وأنشد : ـلعمرك ما أهويت كفى لريبة ولا حملتنى نحو فاحشة رجلى ولا قادني سمعى ولا بصرى لها ولا دلنى رأيى عليها ولا عقلي
من هؤلاء؟؟؟ أبشرا كانوا؟؟ نعم كانوا بشرا ولكن ليسوا ككل البشر..كانوا بشرا ملائكيين عرفوا الله فعرفهم الله.. خافوا الله فخوف الله منهم جميع خلقه.. توجهوا إلى الله فنظر إليهم نظرة الرضا..
أرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضاء ضاق الفضاء...ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماء...كن عن همومك معرضا ووكل الأمور إلى القضاء..وانعم بطول سلامة تغنيك عما قد مضى..فلربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا..ولرب أمر مسخط لك في عواقبه رضا..الله يفعل مايشاء فلا تكن متعرضا.. |
|||||||
|