رتب لخدمات احصائيات و ترتيب المواقع | اقرأ باسم ربك - احصائيات و ترتيب
 

.

 

 

 

كنت قد زرت مدينة دمشق بتاريخ 23-5-2003، ورأيت نهر بردى أثناء تجوالنا، وعلمت من أهل المدينة أن النهر لم يجري في المدينة ذاتها منذ عشر سنين، أما في هذا العام 2003 وبسبب غزارة الأمطار فنراه يتدفق في مجاريه المخصصة له..ومن وحي هذه الزيارة كانت هذه الخاطرة...

 شاهد الصور

سيجري النهر يوما...

  دمشق.. أيتها المدينة العريقة.. أيتها الأرض الطيبة التي تفيض دفئا و حنانا  كقلب الأم الرحوم.. يا أرض الاجداد و الآباء..

 

  كل ماتراه في هذه المدينة ينقلك الى صفحات الماضي.. كل ما تراه يحكي لك قصة يفوح منها عبق الماضي.. يحكي عن  بطولات الأجداد و أمجاد الآباء.. فترى أجمل صفحات التاريخ العظيم أمامك.. صفحات كتبت بالمسك و الدم لتنير لك دروبك و لتشرع أبواب المستقبل أمام ناظريك.. تلك الشوارع و الأزقة القديمة.. تلك الأسواق القديمة.. و المساجد القديمة.. و البيوت و الحارات.. كل ما تراه يرسم لك صورا رائعة يفوح منها أريج الماضي و روعة الحاضر.. و يتوج هذه المناظر الخلابة و يزيدها جمالا و بهاءاً.. نهر بردى.. الذي يجري في مدينة دمشق.. يجري هذا النهر و تجري معه حكايات و حكايات.. تتدفق مياهه و يتدفق معها الأمل....

 

  منذ عشر سنوات لم تجري مياه بردى فيكي يا دمشق.. و اليوم أرى مياه النهر جارية بكل قوة.. و كأنه يقول: (ها أنا ذا من جديد.. و بعد كل هذه المدة قد عدت.. و بعد طول الانتظار أتيت.. أتيت أروي هذه الأرض العطشى.. عدت أنبض بالحياة.. عدت أحمل الآمال و الأحلام.. عدت بكل جديد.. اتحدى كل ما أجد في طريقي من صخور و عوائق و استمر بالجريان.. فلا تفقدوا الأمل يا أبناء هذه الأرض.. و لا تقنطو من رحمة الله)..

 

  فمهما طال الانتظار و مهما مرت الأيام و الأيام.. لا بد أن يبقى الأمل حياً  بداخلنا.. و تبقى نظرة التفاؤل تشرق في اعيننا.. و لنستمر برسم مستقبلنا بألوان حاضرنا.. و لنتحدى كل ما يعرقل مسيرتنا من صعوبات.. و لنحارب اليأس بكل وجوهه.. و لنغلق أمامه جميع الأبواب و لنمنعه من الدخول الى قلوبنا و لنرفض التشاؤم و نمنعه من الاقتراب من نفوسنا.. فإن جف النهر أياما و أيام.. فستجري مياه النهر يوما ما..

 

  أحبك يا دمشق .. و أعشق أرضك.. و أحن و أشتاق الى السير على ترابك.. أحن الى التجول في الأزقة و الحارات.. أحن الى صلاة في الجامع الأموي.. و أستمتع بالتجول في سوق الحميدية.. و أعشق رؤية نهر بردى جاريا على أرضك.. و أحب سماع صوت تدفق مياهه.. التقينا هذا العام أيها النهر العظيم.. و لا ادري ان كنت سألقاك قريبا أم لا.. و لكني  أعرف أن هناك لقاء آخر.. لقاء يتجدد و تتجدد معه الآمال و الأحلام..

 

15-6-2003