.

أطفالنا وحب الله عز وجل..

 

 

" لا تكذب الله يحطك في النار".. " إذا ضربت صاحبك الله بعاقبك" .. " الله يغضب منك لو رفعت صوتك في وجه أمك"..!!

كثيرا ما نسمع هذه العبارات وغيرها من الآباء والأمهات والمعلمين وهم يحاولون تربية أبنائهم على تأدية العبادات، وإتباع الأخلاق والعادات السليمة، والابتعاد عن العادات السيئة.. فيلجأوون إلى هذه العبارات كنوع من التهديد لإخافة الطفل وردعه عن القيام بأفعال معينة..  ولكنهم لا يدركون أن كثرة استخدامهم لهذه العبارات تؤدي إلى تكوين فكرة في عقول وقلوب الأطفال بان الله يعاقب.. الله يغضب.. يكره.. لديه نار كبيرة يضع الناس فيها.. ويكبر في داخلهم شعور الخوف والرهبة من الله بشكل أكبر من الشعور بحبه عز وجل.. وبالتالي تكون العبادات حملا ثقيلا وواجبا كريها يتم التهرب منه ..فكثيرا من الأحيان يؤدي الخوف من العقاب إلى خلق حالة من التمرد والتحدي والبغض لمن يعاقِب.. ونحن في غنى عن كل ذلك..

ندرك أن أسلوب الترهيب مطلوب ولا بد من اتباعه .. ولكن لماذا لا نبدأ مع أطفالنا بأسلوب الترغيب قبل الترهيب.. فالترغيب يحمل في طيا ته الرحمة.. ويدخل الى العقول والقلوب بكل يسر.. لماذا لا نبدأ مع أطفالنا بالحديث عن حب الله لنا.. ولأنه تعالى يحبنا أعد لنا الجنة وما فيها من نعم.. ولأنه تعالى يحبنا جعلنا مسلمين موحدين.. وأننا نستطيع دخول الجنة والتمتع بخيراتها إن التزمنا بديينا واتبعنا العادات الصحيحة وأدينا العبادات المفروضة.. ماذا لو أخبرناهم  أن الجنة أعدها الله للمسلمين الصالحين الذين يطيعيونه ويقومون بما أمرهم به .. "الإنسان الصادق يدخل الجنة".". الإنسان الطيب الذي يحسن معاملة  أهله وأصدقائه يدخل الجنة".. لماذا لا نبدأ بإخبارهم عن نعم الله عز وجل التي لا تعد ولا تحصى لكي يستشعروا بأنه حقا يستحق أن يطاع ويعبد.. أنه تعالى يستحق أن تمتلئ قلوبنا بحبه و تستمر ألسنتنا بذكره.. "الله هو الذي ينزل المطر وبالتالي يصبح عندنا حدائق خصراء نلهو ونلعب فيها".. الله هو الذي خلق العصافير التي نحب صوتها وخلق الحيوانات الأليفة والمفيدة" .. وغيرها من العبارات البسيطة التي تكون أقرب إلى الطفل ليفهمها من جانبه..وبالتالي هذا سيشجعهم على القيام بالأعمال الصالحة والعادات الجيدة من صغرهم  ليس خوفا من الله وإنما حبا لله وحرصا على إرضائه وشكرا له على نعمه..

والإنسان عندما يقوم بالعمل نتيجة  حب العمل والرغبة فيه، وبدافع حب الشخص الذي يريد أن يقوم بهذا العمل من أجله لأنه بالفعل يستحق ذلك، يكون هذا العمل صادقا ومتقنا بشكل أكبر من ذلك العمل الذي قد يقوم به فقط من أجل الخوف من العقاب.. فمثلا إذا أحب الأولاد الصلاة منذ الصغر، تسرب حبها الى عقولهم وقلوبهم وجرى في دمائهم.. وأقبلو عليها بكل شوق.. فهم يحبون الله ويصلون من أجل الله.. وبالتالي لا يستطيعون الإستغناء عنها طيلة حياتهم.. فالإنسان بطبعه يحب المكافآت والجوائز ويكره العقاب والعنف.

وكلما بدأنا مبكرا في غرس حب الله في نفس الطفل.. كان الأمر أسهلأً..  وتعمق هذا الشعور في قلبه وعقله وكبر معه وبقي هذا الحب مصدر قوة ودعم يدفعه إلى أداء العبادات والعادات الصحيحة .. فكثير منا كان يقوم بالعبادات خوفا من العقاب .. ولما تغلغل حب الله وحب الإيمان في قلوبنا وبدأنا نشعر بحب الله لنا ورحمته بنا وبنعمه التي لا تعد ولا تحصى وبعظمة هذا الدين الذي أرسله تعالى لنا، شعرنا بلذة للطاعة ما كنا نستشعر بها من قبل مع أننا كنا نقوم بالطاعات ذاتها.. فليبدأ اطفالنا يشعرون بهذه اللذة من الصغر.. فقد نحرمهم منها إن لم نبدأ بزرع حب الله في أنفسهم وأن نبدأ بتعريفهم  بقيمة هذا الدين العظيم..

رزقكم الله الذرية الصالحة والأبناء البارين الطائعين.. ووفقنا جميعا إلى ما يحبه ويرضاه..

رنده النتشه

21-4-2009