.

 

 

رسائلي: فتيات متحجبات أعراسهن مختلطة..لماذا؟؟

رضا الله..أم رضا الناس..

 

 

كانت سلام تجلس أمام جهاز (الكمبيوتر) تشاهد بعض الصور في اللحظة التي سَمِعَت بها صوت الهاتف..رَفَعت السمّاعة قائلة:

السلام عليكم.

وعليكم السلام..

أهلا .. أهلا بالصديقة..أهلا بالعروس..هل تعلمين، لقد كنت أشاهد الصور التي أخذناها في ذلك اليوم الذي اجتمعنا فيه لنودعك قبل زواجك وسفرك..

حقاً.. ومن أين حصلتي على الصور؟!!

ألم تشاهديهم.. لقد أرسلتهم صديقتنا أمل الى كل المجموعة.

يااااه.. لم أتصفح بريدي الاليكتروني منذ فترة طويلة..تعلمين كم أنا منشغلة بالتحضير لحفلة الزفاف..فلم يبقى الا أربعة أيام..

أعلم..أعلم..

على كل حال..أنا اتصلت بك كي أدعوكي مرة أخرى.. وأتأكد من تشريفك لنا ومجيئك..فلن تكتمل فرحتي إلا برؤية جميع صديقاتي حولي.. ستكون الحفلة ان شاء الله في صالة الأزهار البيضاء في تمام الساعة الثامنة مساءاَ..

ولكن هذه الصالة لا تحتوي إلا على قاعة واحدة..

نعم.. أعرف.. فالعرس سيكون مختلطا ولن نحتاج الى قاعتين منفصلتين..

مختلط !!!!!

نعم، سيكون مختلطا...

ولكنك متحجبة..!!

نعم... ولكني سأغطي شعري..

ستغطين شعرك!! .. ولكنك ستضعين مساحيق التزيين على وجهك.. وستتمايلين وترقصين أمام الرجال.. وليس هذا فحسب، بل سيكون عرسك أشبه ب (الكازينو).. أعذريني لهذه الكلمة.. فالرجال في ساحة واحدة يرقصون مع النساء..

ممم.. ماذا أفعل؟؟!! كان لا بد من هذا لإرضاء أهل زوجي..فهم لن يحضروا إذا لم يكن العرس مختلطا.. وإن حضروا فسيجلسون عابسي الوجه..مقطبي الجبين وكأنهم في مأتم..

ولكن عزيزتي.. ماذا عن إرضاء ربك؟؟!!

اسمعي..اسمعي.. هاتفي النقال يرن.. أعذريني يجب أن أرد بسرعة..إلى اللقاء..

 

أغلقت صديقة سلام السماعة.. لكن سلام تعلم تماما أن هاتف صديقتها لم يرن.. ولكن شيئا ما في داخلها بدأت تشعر أنه يرن...ولكنها لا تريد أن تسمعه...فبعض الناس يهربون من سماع كلمة الحق أحيانا..ويفضلون أن لا يتركوا المجال لحدوث صحوة ضمير متأخرة.. قد يترتب عليها الدخول في نزاعات مع قناعاتهم والواقع المحيط بهم.. وبالتالي وقوعهم في حالة من الاضطراب والقلق  هم في غنى عنها.. فليبقى كل شيء كما كان.. ولا داعي لإفساح المجال لسماع كلام الناصحين حاليا.  

 

يحدث هذا كثيرا هذه الأيام..فتيات متحجبات أعراسهن مختلطة..ولكن لماذا؟؟ تريد الواحدة منهن  أن ترضي الناس..فيكون عرسها مختلطا.. وتريد أن ترضي ربها..فتغطي شعرها..ولكن وللأسف..أخشى أنها لن تنال رضا ربها.. ولن تنال رضا الناس أبدا..

فكيف ترضي الله عز وجل وقد سمحت بأن يكون عرسها مكانا يختلط فيه الرجال والنساء..وقامت بإظهار زينتها لغير المحارم.. وكيف تكون قد أرضت الناس ونعلم تماما أن رضا الناس غاية لا تدرك..فمنهم من سيعلق على غطاء شعرها...ومنهم من سيتساءل لماذا قامت بتغطية شعرها؟؟!!..وهل إخفاء تلك الشعيرات هو ما سيرضي الله حقا..وفي النهاية فهي لن ترضي نفسها أيضا..

فمن المؤكد أنها مهما فعلت لن ترضي الناس..ولكن كان من الأجدر بها أن تحاول جاهدة أن تقوم بكل ما يرضي الله عز وجل وأن تتجنب ما يغضبه تعالى..فالحصول على رضا الله أسهل ومضمون أكثر باتباع أوامره وتجنب نواهيه...

 

عزيزتي..قبل أن تقومي بأي خطوة في حياتك.. فكري..ماذا تريدين: أن ترضي نفسك؟؟ .. أن ترضي الناس..أم أن ترضي ربك؟؟!!

 

اتقي الله أختي و صوني نفسك، واعتزي بتكريم الإسلام لك، و احرصي دائما على رضا الله سبحانه وتعالى أولا وأخيرا ، و اعملي على نشر هذا الرسالة، و جزاك الله كل الخير.

 

6-6-2007