.

الصفحة الرئيسية

  "   اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ  "

الأربعاء 13 رمضان 1433هـ، 1 آب 2012م    

 

.

صور من حياة الصحابة

 

سالم مولى أبي حذيفة

كان رقيقـا وأعتـق ، وآمن بالله وبرسوله إيمانا مبكرا ، وأخذ مكانه بين السابقيـن الأولين ، هذا هو الصحابي الذي عرف باسم سالم مولى أبى حذيفة ، لأنه كان رقيقـا ثم ابنا ثم أخاً ورفيقاً للذي تبناه وهو الصحابي الجليل أبو حذيفـة بن عتبة ، وتزوج سالم ( فاطمة بنت الوليد بن عتبة )، وكان إمامـاً للمهاجريـن من مكة الى المدينة طوال صلاتهم في مسجد قباء وأوصى الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم أصحـابه قائلا :( خذواالقرآن من أربعة : عبدالله بن مسعود ، وسالم مولى أبى حذيفة وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل).   

الجهر بالحق

كانت الفضائل تزدحم حول سالم -رضي الله عنه- ولكن كان من أبرز مزاياه الجهر بما يراه حقا فلا يعرف الصمت ، وتجلى ذلك بعد فتح مكة ، حين أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعض السرايا الى ما حول مكة من قرى وقبائل ، وأخبرهم أنهم دعاة لا مقاتلين ، فكان سالم -رضي الله عنه- في سرية خالد بن الوليد الذي استعمل السيف وأراق الدم ، فلم يكد يرى سالم ذلك حتى واجهه بشدة ، وعدد له الأخطاء التي ارتكبت ، وعندما سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- النبأ ، اعتذر الى ربه قائلا: اللهم إني أبرأ مما صنع خالد .. كما سأل : هل أنكر عليه أحد ؟ فقالوا له : أجل ، راجعه سالم وعارضه .. فسكن غضب الرسول -صلى الله عليه وسلم.-  

يوم اليمامة

تعانق الأخوان سالم و أبو حذيفة ، وتعاهدا على الشهادة وقذفا نفسيهما في الخضم الرهيب ، كان أبو حذيفة يصيح : يا أهل القرآن ، زينوا القرآن بأعمالكم .. وسالم يصيح : بئس حامل القرآن أنا لو هوجم المسلمون من قِبَلِي ..وسيفهما كانا يضربان كالعاصفة ، وحمل سالم الراية بعد أن سقط زيد بن الخطاب شهيدا ، فهوى سيف من سيوف الردة على يمناه فبترها ، فحمل الراية بيسراه وهو يصيح تاليا الآية الكريم     ":  وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ    ."

الشهادة

وأحاطت به غاشية من المرتدين فسقط البطل ، ولكن روحه ظلت في جسده حتى نهاية المعركة ، ووجده المسلمون في النزع الأخير ، وسألهم :( ما فعل أبو حذيفة ؟) قالوا :( استشهد ) قال :( فأضجعوني الى جواره ) قالوا :( إنه إلى جوارك يا سالم ، لقد استشهد في نفس المكان !) وابتسم ابتسامته الأخيرة وسكت ، فقد أدرك هو وصاحبه ما كانا يرجوان ، معا أسلما ، ومعا عاشا ، ومعا استشهدا.

المزيد >>