.
|
. صور من حياة الصحابة |
||
قيس بن سعد بن عبادة انه الأنصاري الخزرجي ابن سعد بن عبادة زعيم الخزرج ، حين أسلم والده أخذ بيده الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلا :( هذا خادمك يا رسول الله ) رأى الرسول صلى الله عليه وسلم- فيه سمات التفوق والصلاح ، فأدناه منه حتى أصبح بمكان صاحب الشرطة من الأمير كما قال أنس -رضي الله عنه- ، وكان يعامله الأنصار على حداثة سنه كزعيم ويقولون :( لو استطعنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا لفعلنا " فلم ينقصه شيء من الزعامة سوى اللحية ، فقد كان أجرد . دهاء قيس لقد كان قيس بن سعد ذكيا ، يعامل الناس بفطنة ، لذا كان أهل المدينة يحسبون لدهائه ألف حساب ، ولكن بعد اسلامه أخذ يعامل الناس باخلاصه لا دهائه ولم يعد ينسج المناورات القاتلة ، وعندما يتذكر ماضيه يضحك قائلا :( لولا الاسلام ، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب). جوده وكرمه وكان الشيء الوحيد الذي يفوق ذكاءه هو كرمه وجوده ، فهو من بيت جود وكرم ، وكان لأسرته مناد يقف فوق مرتفع لهم ينادي الضيفان الى طعامهم نهارا ، أو يوقد النار لتهدي الغريب ليلا ، وكان الناس يقولون :( من أحب الشحم ، واللحم ، فليأت أطم دليم بن حارثة ) ودليم هو الجد الثاني لقيس ، ويقول أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- :( لو تركنا هذا الفتى لسخائه ، لأهلك مال أبيه ) فلما سمعهما والده سعد صاح قائلا :( من يعذرني من أبي قحافة وابن الخطاب ، يبخلان علي ابني ) كما كان قيس اذا جاءه من يرد له دينه يقول :( انا لا نعود في شيء أعطيناه) . شجاعته
تألقت شجاعة قيس -رضي الله عنه- في جميع المشاهد التي صاحب فيها الرسول
-صلى الله عليه وسلم- وهو حي ، شجاعة نابعة من الصدق مع النفس والاخلاص
للحق ، تألقت حتى بعد رحيل الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وحين حدث
الخلاف بين علي و معاوية بحث قيس -رضي الله عنه- عن الحق مع نفسه حتى
وجده مصاحبا لعلي -رضي الله عنه- ، فنهض الى جانبه قويا شامخا ، فقد
تألق في معارك صفين ، والجمل ، والنهروان ، وكان يحمل لواء الأنصار
ويصيح قائلا
موته وفي عام تسع وخمسين للهجرة مات الداهية في المدينة المنورة ، بعد أن روض الاسلام دهاءه ، مات الرجل الذي يقول :( لولا سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول :" المكر والخديعة في النار " لكنت من أمكر هذه الأمة) .
|