الصفحة الرئيسية

الأربعاء 15 رمضان 1434هـ، 24 تموز 2013م

 

 

 

التقارب المدروس

يُحكى أنه كان هناك مجموعة من القنافذ تعاني البرد الشديد ، فاقتربت

من بعضها وتلاصقت طمعا في شيء من الدفء ، لكن أشواكها المدببة

آذتها ، فابتعدت عن بعضها فأوجعها البرد القارص ، فاحتارت ما بين ألم

الشوك والتلاصق ، وعذاب البرد ، ووجدوا في النهاية أن الحل الأمثل

هو التقارب المدروس. !

بحيث يتحقق الدفء والأمان مع أقل قدر من الألم ووخز الأشواك ..

فاقتربت لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم ..

وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد الذي يحطم أمنها وراحتها..

وهكذا يجب أن يفعل السائر في دنيا الناس. !

فالناس كالقنافذ يحيط بهم نوع من الشوك الغير منظور ، يصيب كل من

ينخرط معهم بغير حساب ، ويتفاعل معهم بغير انضباط.

لذا وجب علينا تعلم تلك الحكمة من القنافذ الحكيمة ، فنقترب من

الآخرين اقتراب من يطلب الدفء ويعطيه ، ونكون في نفس الوقت

منتبهين إلى عدم الاقتراب الشديد حتى لا ينغرس شوكهم فينا.

نعم الواحد منا بحاجة إلى أصدقاء حميميون يبثهم أفراحه وأتراحه ،

يسعد بقربهم ويفرغ في آذانهم همومه حينا..

وطموحاته وأحلامه حينا آخر.

لا بأس في هذا .. في أن يكون لك صفوة من الأصدقاء المقربين.

لكن بشكل عام ، يجب  لكي نعيش في سعادة  أن نحذر الاقتراب الشديد

والانخراط الغير مدروس مع الآخرين ، فهذا قد يعود علينا بآلام وهموم

نحن في غنى عنها..

وتذكر دائما حكمة القنافذ.

إشراقة :

الأصدقاء ثلاث طبقات: طبقة كالغذاء لا نستغني عنه، و

طبقة كالدواء لا نحتاج إليه إلا أحياناً، و طبقة كالداء لا نحتاج إليه أبداً

طه حسين

 

 

 

 

--------

 

 من كتاب (أفكار صغيرة لحياة كبيرة) لكريم الشاذلي

 

المزيد >>

 

 

 

هذا ديننا

 

مواضيع ومقالات

 

بعدستي

 

بقلمي

هو..وهي

 

ماذا نقرأ

 

صفحات خاصة

 

 In English

 

منوعات

 

صورة وتعليق

 

ابتسم من فضلك

 

شغل مخك

الدنيا بخير

 

لصحتك وحياتك

 

مختارات قيّمة

 

أرشيف الموقع 2007