الصفحة الرئيسية

الخميس 23 رمضان 1434هـ، 1 آب 2013م

 

 

 

الحقيقة

دائما ما يرفض غروري الاقتناع بأن الحياة ستمضي طبيعية جدا ، حينما

أرحل عنها وأوارى التراب ،

صعب على نفس أحبت الدنيا وتعلقت بها أن تؤمن أن الحياة لن تتوقف

دقيقة أو حتى ثانية من أجل رحيله ،

فالكون دائر ، والبشر ماضون ، وكلٌ على حاله..

كل ما هنالك أنني لست موجود .. قد يقف البعض حزنا علي لبرهة من

الزمن ، لكنهم سيمضون إلى أعمالهم ومشاغلهم ، وكل ما يربطني بهم

.. ذكرى.

وتالله إنها الحقيقة التي نحتاج أن نذكر بها نفوسنا بين حين وآخر ..

فمهما كبرنا وعلونا وحزنا من المكانة والرفعة والشرف ، إلا أن الحياة

لن تتخبط بدوننا وتضطرب.

والقبور مليئة بأشخاص خيل لهم الغرور والكبر أن الحياة لن تمضي

بدونهم ،

وها هي الحياة تسير بروتينها المعهود ، وهم مجرد تاريخ سابق ،

يدلل عليه شاهد رخامي مكتوب عليه اسم ولقب وتاريخ وفاة.

وخير لي ولك أن ندرك أن الدنيا مزرعة الآخرة ، فحينها

سنطفئ جزع النفس الطامحة في الخلود ،

ونطمئنها أن هناك حياة أروع وجنة عرضها السموات والأرض.

سنرتاح كثيرا حينما يقر في وجداننا أن تلك الحياة والتي لا نود مفارقتها

، ليست سوى صورة خادعة براقة ،

وأن النعيم الحق ، والخلود الدائم ، في جنة لا تنال إلا برضوان الله

وطاعته.

سنزهد وقتها في طلب الخلود ، وسنجتهد في غرس بذور الخير هنا ،

كي نرى ثماره يانعة هناك ،

ونجد السير هنا كي نرتاح هناك.

كان أبو بكر -رضي الله عنه- يقول" :لا تغبطوا الأحياء إلا على ما

تغبطون عليه الأموات. "

فهل يمكن أن نغبط ميتاً على مال ورثه ، أو أراضٍ خلفها ، أو عقار

يتقاسمه ورثته في سعادة وحبور ..!؟

إن ما نغبطه عليه حقا هو عمل عظيم يعيش بعد موته ينافح عنه ،

ويدخل معه قبره ليؤنسه إذا ما ذهب عنه أهله وأصحابه.

إن العقل الإنساني متى ما وُهب الحكمة ، سيدرك جيداً أن الدنيا بطولها

وعرضها ظل زائف ،

وأن التعامل الأمثل معها لا يكون إلا في تسخيرها من أجل الأعمال

العظيمة التي توضع في صندوق الحسنات والأعمال الطيبة.

وأنظر معي لقول وليم جيمس  أبو علم النفس الحديث  إذ يقول ( إن

الاستغلال العظيم للحياة هو أن نقضيها في عمل شيء ما يبقى معنا بعد

الحياة ).

طف بعقلك في المشرق والمغرب ، ولن تجد حكيما أو فيلسوفا ، إلا

وأدرك تلك الحكمة ووعاها..

أن الدنيا مزرعة الآخرة.

بعد كل هذا .. أعود لأسأل نفسي ثانية : هل ستستمر الحياة بعد موتي ؟ !

و أجيب بطمأنينة : نعم ستستمر بكل تأكيد .

لكنني لن أجزع لذلك ، طالما أحمل معي زادي من التقى واليقين والعمل

الصالح.

إشراقة :

 سر على الأرض هونا فقد عاشت هذه الأرض بدونك ملايين

السنين ، وأغلب الظن أنها سوف تفعل ذلك مرة أخرى.

محمد عفيفي

 

 

--------

 

 من كتاب (أفكار صغيرة لحياة كبيرة) لكريم الشاذلي

 

المزيد >>

 

 

 

هذا ديننا

 

مواضيع ومقالات

 

بعدستي

 

بقلمي

هو..وهي

 

ماذا نقرأ

 

صفحات خاصة

 

 In English

 

منوعات

 

صورة وتعليق

 

ابتسم من فضلك

 

شغل مخك

الدنيا بخير

 

لصحتك وحياتك

 

مختارات قيّمة

 

أرشيف الموقع 2007