الصفحة الرئيسية

الأحد 26 رمضان 1434هـ، 4 آب 2013م

 

 

 

 

لا تستصغر نفسك

يُحكى عن المفكر الفرنسي ( سان سيمون ) أنه علم خادمه أن يوقظه

كل صباح في فراشه وهو يقول:

)انهض سيدي الكونت .. فإن أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية . ( !

فيستيقظ بهمة ونشاط ، ممتلئً بالتفاؤل والأمل والحيوية ، مستشعراً

أهميته ،

وأهمية وجوده لخدمة الحياة التي تنتظر منه الكثير .. والكثير . !

المدهش أن ( سان سيمون ) لم يكن لديه عمل مصيري خطير ليؤديه ،

فقط القراءة والتأليف ،

وتبليغ رسالته التي تهدف إلى المناداة بإقامة حياة شريفة قائمة على

أسس التعاون لا الصراع الرأسمالي والمنافسة الشرسة.

لكنه كان يؤمن بهدفه هذا ، ويعد نفسه أمل الحياة كي تصبح مكانا أجمل

وأرحب وأروع للعيش . فلماذا يستصغر المرء منا شأن نفسه ويستهين

بها !؟ . لماذا لا نضع لأنفسنا أهدافاً في الحياة ، ثم نعلن لذواتنا وللعالم

أننا قادمون لنحقق أهدافنا ،

ونغير وجه هذه الأرض  أو حتى شبر منها  للأفضل.

شعور رائع ، ونشوة لا توصف تلك التي تتملك المرء الذي يؤمن بدوره

في خدمة البشرية والتأثير الإيجابي في المجتمع . ولكن أي أهداف

عظيمة تلك التي تنتظرنا !! ؟

سؤال قد يتردد في ذهنك عزيزي القارئ . وأجيبك  وكلي يقين  بأن كل

امرء منا يستطيع أن يجد ذلك العمل العظيم الرائع ، الذي يؤديه للبشرية

.إن مجرد تعهدك لنفسك بأن تكون رجلا صالحا ، هو في حد ذاته عمل

عظيم .. تنتظره البشرية في شوق ولهفة . أدائك لمهامك الوظيفية ،

والاجتماعية ، والروحانية .. عمل عظيم ، قل من يؤديه على أكمل وجه .

العالم لا ينتظر منك أن تكون أينشتين آخر ، ولا أديسون جديد ، ولا ابن

حنبل معاصر . فلعل جملة مهاراتك ومواهبك لا تسير في مواكب

المخترعين و عباقرة العلم . لكنك أبدا لن تُعدم موهبة أو ميزة تقدم من

خلالها للبشرية خدمات جليلة . يلزمك أن تُقدر قيمة حياتك ، وتستشعر

هدف وجودك على سطح هذه الحياة ، كي تكون رقما صعبا فيها . وإحدى

معادلات الحياة أنها تعاملك على الأساس الذي ارتضيته لنفسك . ! فإذا

كانت نظرتك لنفسك أنك عظيم ، نظرة نابعة من قوة هدفك ونبله .

فسيطاوعك العالم ويردد ورائك نشيد العزة والشموخ.

أما حين ترى نفسك نفرا ليس ذو قيمة ، مثلك مثل الملايين التي يعج بهم

سطح الأرض ،

فلا تلوم الحياة إذا وضعتك صفرا على الشمال ، ولم تعبأ بك أو تلتفت

إليك . قم يا صديقي واستيقظ !.. فإن أمامك مهام جليلة كي تؤديها

للبشرية.

إشراقة :

عندما تطمح في شيء وتسعى جاداً في الحصول عليه ، فإن

العالم بأسره يكون في صفك.

باولو كويلو

 

 

--------

 

 من كتاب (أفكار صغيرة لحياة كبيرة) لكريم الشاذلي

 

المزيد >>

 

 

 

هذا ديننا

 

مواضيع ومقالات

 

بعدستي

 

بقلمي

هو..وهي

 

ماذا نقرأ

 

صفحات خاصة

 

 In English

 

منوعات

 

صورة وتعليق

 

ابتسم من فضلك

 

شغل مخك

الدنيا بخير

 

لصحتك وحياتك

 

مختارات قيّمة

 

أرشيف الموقع 2007