الصفحة الرئيسية |
|
الثلاثاء 28 رمضان 1434هـ، 6 آب 2013م |
|
نمي ثقافتك يقول الدكتور عبدالكريم بكار حفظه الله لا أرى أن هناك فرق كبير بين شخص متعلم لكنه لا يقرأ ، وشخص جاهل. وتالله لقد أصاب كبد الحقيقة بمقالته هذه ، فمع التطور الذي نحياه ، والسرعة التي تحرك كل شيء حولنا ، وظهور أبواب ومشارب متعددة للمعرفة والثقافة صارا لزاما على المرء أن يقرأ ويثقف نفسه كي يلحق بركب الحياة ، ويمتلك الرؤية الصحيحة للعيش. وللقراءة مبادئ وأسس ومفاهيم ، وللمفكرين فيها كلام حول ماهية الكتب التي يجب أن تقرأها ، وعددها ، وهل هي مناسبة لك أم لا. وهذا أمر قد تطرق له أساتذة أفاضل بكثير من التفصيل ، لكنني هاهنا وفي عجالة سريعة أضع بعض الإشارات على نقاط أرى أهميتها لكل قارئ وهي: حدد مجالا تقرأ فيه ( علم النفس ، تربوي ، شرعي ، علمي ، سياسي... ،واقرأ للرواد فيه ، ولتكن قراءتك فيه بمنهجية ، أي تسأل وتستشير المتخصصين في هذا المجال عن الكتب القيمة فيه ، إلى أن تجد أن العثور على معلومة جديدة في هذا المجال أصبح هدف يحتاج إلى جهد. قسم قراءتك بين ٥٠ % في مجال تخصصك ، و ٥٠ % في مجالات ) أخرى مهمة. اجعل القراءة التزام ، فمما ييئسك في القراءة أن تبدأ في قراءة كتاب ثم تهمله ، لذا أنصحك أن تضع لنفسك التزاما وتفي به ، حتى لو بكتيبات صغيرة. ضع جدولا للقراءة ، بأن تقرأ بشكل مستمر ، انهي كتابا كل أسبوع ، أو أسبوعين ، أو ثلاثة ، ضع برنامجا ثابتا ، قبل النوم مثلا ، في وقت الظهيرة ، اختار الوقت الذي تحب القراءة فيه واجعله وقتا مقدسا. اقرأ في الأوقات الميتة ، وأقصد بالأوقات الميتة تلك الأوقات التي تضيع سدى في انتظار طبيب ، أو في وسائل المواصلات المختلفة . وهذه الأوقات يفضل فيها قراءة الكتب الصغيرة أي كتب الجيب والتي لا ترهق في حملها أو استيعابها. أضف إلى ذلك حاول أن تخالط دائما الأشخاص الذين لديهم حب للقراءة ، فما أروع و أمتع أن تصادق شخص وثالثكما كتاب ، كما أن للمكتبة التي تنشئها في بيتك مفعول السحر في دفعك وأهل بيتك للقراءة ، وأؤكد على أن المثقف ليس من يقرأ كثيرا ، بل من يقرأ الكتب الجيدة بشكل جيد ، يقرأها ويسبح مع كاتبها متأملا فيما قال ، منتبها للشواهد التي يذكرها ، لا يقبل المعلومة قبل أن يدرسها جيدا ويسبح فيها ومعها بذهنه وتفكيره . ومن نافلة القول لفت الانتباه إلى أهمية استغلال الأوقات التي نقضيها في عمل بدني بحت ، بحيث ننمي فيها أذهاننا ، فكثير منا قد يقضي وقت كبير جدا في قيادة السيارة يوميا ، فلماذا لا نضع استراتيجية لمثل هذا الوقت ، بسماع مجموعة صوتية مثلاً وما أكثر هذه المجموعات اليوم أو نضع كي نستمع إليها في ذهابنا وإيابنا ، فنستغل الأوقات التي تضيع سدى ، وننمي ونثقف من أنفسنا. إن قيمة المرء منا تحددها عوامل شتى ، يأتي على رأسها حجم وعيه وثقافته ، وعمق استنتاجاته لمختلف أحداث الحياة. لذا كن حريصاً يا صديقي على استغلال كل فرصة ترفع من مستوى ثقافتك وتفكيرك . ولا تكن قنوعاً أبداً في هذا الأمر!.. اشراقة : النجاح ٢٠ % مهارة و ٨٠ % تخطيط استراتيجي . قد تعرف كيف تقرأ، لكن الأهم : ما الذي تخطط لقراءته ؟
--------
من كتاب (أفكار صغيرة لحياة كبيرة) لكريم الشاذلي
|