الصفحة الرئيسية |
|
السبت 14رمضان 1435هـ، 12 يوليو 2014م |
|
المتألي على الله عز وجل
عَنْ جُنْدَبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ:«أَنَّ رَجُلا قَالَ: «وَالله لا يَغْفِرُ الله لِفُلانٍ» ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ:« مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لا أَغْفِرَ لِفُلانٍ ؛ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» أَوْ كَمَا قَالَ. وعن أَبي هُرَيْرَةَ تقال :سَمِعْتُ رَسُولَ الله ص يَقُولُ: «كَانَ رَجُلانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ ، فَكَانَ لا يَزَالُ الْـمُجْتَهِدُ يَرَى الآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ:« أَقْصِرْ». فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ :«أَقْصِرْ» . فَقَالَ :«خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا». فَقَالَ :«وَالله لا يَغْفِرُ الله لَكَ أَوْ لا يُدْخِلُكَ الله الْـجَنَّةَ». فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَقَالَ لِهَذَا الْـمُجْتَهِدِ:« أَكُنْتَ بِي عَالِمًا أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا؟» وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ:«اذْهَبْ فَادْخُلْ الْـجَنَّةَ بِرَحْمَتِي». وَقَالَ لِلآخَرِ: «اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ». قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ :وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ »
من فوائد وعبر القصة :
1-القول على الله عز وجل بغير علم من أعظم الكبائر التي تحبط عمل صاحبها. 2- الخوف من سوء الخاتمة ، فقد دخلَ العابدُ النارَ ، ودخل العاصي الجنة. 3- في القصة دليل لأهل الحق ـ أهل السنة والجماعة ـ الذين يقولون :إن الله عز وجل يغفر ما سوى الشرك من الذنوب من غير توبة إن شاء ، كما غفر لهذا العاصي وهو مصر على ذنوبه ؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ (النساء:48). وليس معنى ذلك أن يتجَرَّأَ الإنسانُ على معاصِي الله تعالى ؛ فإن الإنسان لا يدْرِي هل سيغفر اللهُ له كما غفرَ لهذا العاصي ، أم لا.
|