الصفحة الرئيسية |
|
الثلاثاء 3 رمضان 1435هـ، 1 يوليو 2014م |
|
أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى شكر النعمة يزيدها قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم :«إِنَّ ثلاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى فَأَرَادَ الله أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا. فَأَتَى الأَبْرَصَ فَقَالَ:«أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟» قَالَ:« لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ». فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ وَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا. قَالَ:«فَأَيُّ الْمـَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟» ، قَالَ:«الإِبِلُ أَوْ قَالَ الْبَقَرُ». فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ ، فَقَالَ :«بَارَكَ الله لَكَ فِيهَا».
فَأَتَى الأَقْرَعَ فَقَالَ:«أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟» قَالَ:« شَعَرٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ». فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ ، وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا. قَالَ :«فَأَيُّ الْـمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟» قَالَ:« الْبَقَرُ». فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلا ، فَقَالَ:« بَارَكَ الله لَكَ فِيهَا».
فَأَتَى الأَعْمَى فَقَالَ:«أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟» قَالَ:« أَنْ يَرُدَّ الله إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرَ بِهِ النَّاسَ». فَمَسَحَهُ فَرَدَّ الله إِلَيْهِ بَصَرَهُ. قَالَ:« فَأَيُّ الْـمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟» قَالَ:« الْغَنَمُ ». فَأُعْطِيَ شَاةً وَالِدًا . فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا. فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ الإِبِلِ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ الْبَقَرِ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ الْغَنَمِ. ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ:« رَجُلٌ مِسْكِينٌ قَدْ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلا بَلاغَ لِي الْيَوْمَ إِلا بِالله ثُمَّ بِكَ ، أَسْأَلُكَ ـ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْـحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْـحَسَنَ وَالْـمَالَ ـ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي ». فَقَالَ:« الْـحُقُوقُ كَثِيرَةٌ». فَقَالَ لَهُ:«كَأَنِّي أَعْرِفُكَ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ ، فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ الله». فَقَالَ:« إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا الْـمَالَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ». فَقَالَ:« إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ الله إِلَى مَا كُنْتَ». وَأَتَى الأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَى هَذَا . فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ الله إِلَى مَا كُنْتَ . وَأَتَى الأَعْمَى فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ:«رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلا بَلاغَ لِي الْيَوْمَ إِلا بِالله ثُمَّ بِكَ ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي». فَقَالَ:«قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ الله إِلَيَّ بَصَرِي ؛ فَخُذْ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ ؛ فَوَالله لا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ شَيْئًا أَخَذْتَهُ لِلهِ». فَقَالَ:« أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ:فَقَدْ رُضِيَ عَنْكَ وَسُخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ». (رواه البخاري ومسلم). من عبر القصة: 1- فَضْل الصَّدَقَة والْـحَثّ عَلَى الرِّفْق بِالضُّعَفَاءِ ، وَإِكْرَامهمْ وَتَبْلِيغهمْ مَا يَطْلُبُونَ مِمَّا يُمْكِن ، وَالْـحَذَر مِنْ كَسْر قُلُوبهمْ وَاحْتِقَارهمْ . 2- التَّحْذِير مِنْ كُفْرَان النِّعَم وَالتَّرْغِيب فِي شُكْرهَا وَالاعْتِرَاف بِهَا وَحَمْد الله عَلَيْهَا. 3-الزَّجْر عَنْ الْبُخْل ؛ لأَنَّهُ حَمَلَ صَاحِبه عَلَى الْكَذِب ، وَعَلَى جَحْد نِعْمَةِ الله تَعَالَى . 4-لا يُعَدّ الملَكُ كاذبًا عندما ادعى أنه رجلٌ مسكين تقطعت به الحبال في سفره ؛ لأن قَوْل الْمـَلَك لَلأبرص:« رَجُل مِسْكِين » أَرَادَ أَنَّك كُنْت هَكَذَا ، وَهُوَ مِنْ الْـمَعَارِيض وَالْـمُرَاد بِهِ ضَرْب الْـمَثَل. 5- كثْرةُ المالِ ليسَتْ دَلِيلا على حُبِّ الله للعَبْد ، بل هي اختبارٌ كما حدَثَ مع هؤلاءِ الثلاثة. 6- قدرةُ الله على شفاءِ الأمراضِ المستعصِية كالعَمَى والبَرَص والقَرَع.
|