الصفحة الرئيسية

الأربعاء 4 رمضان 1435هـ، 2 يوليو 2014م 

 

 

 

توبة قاتل المائة نفس

القاتل التائب

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي أَنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:

« كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا ،

فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ ، فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: «لا » ، فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً.

 ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ ، فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟

فَقَالَ:« نَعَمْ ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ.انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ فَاعْبُدْ اللهَ مَعَهُمْ ، وَلا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ ».

 فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمـَوْتُ.فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ الْعَذَابِ.

 فَقَالَتْ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ:«جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى الله» ، وَقَالَتْ مَلائِكَةُ الْعَذَابِ:« إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ».

 فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ:«قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ ».

فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ ؛ فَقَبَضَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ ».(رواه مسلم).

 

 وفي رواية للبخاري:«... فَأَدْرَكَهُ الْمـَوْتُ فَنَاءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ الْعَذَابِ ، فَأَوْحَى الله إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي وَأَوْحَى الله إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي وَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ لَهُ »

 

من عبر القصة:

1- مَشْرُوعِيَّة التَّوْبَة مِنْ جَمِيع الْكَبَائِر حَتَّى مِنْ قَتْل الأَنْفُس ، وَيُحْمَل عَلَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى إِذَا قَبِلَ تَوِيَة الْقَاتِل تَكَفَّلَ بِرِضَا خَصْمه .

2- اِسْتِحْبَاب مُفَارَقَة التَّائِب الْـمَوَاضِع الَّتِي أَصَابَ بِهَا الذُّنُوب ، وَالأَصحاب الْـمُسَاعِدِينَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ وَمُقَاطَعَتهمْ مَا دَامُوا عَلَى حَالهمْ ، وَأَنْ يَسْتَبْدِل بِهِمْ صُحْبَة أَهْل الْخَيْر وَالصَّلاح وَالْعُلَمَاء وَالْمـُتَعَبِّدِينَ الْوَرِعِينَ وَمَنْ يَقْتَدِي بِهِمْ ، وَيَنْتَفِع بِصُحْبَتِهِمْ ، وَتَتَأَكَّد بِذَلِكَ تَوْبَته .

وَفِي القِصَّة فَضْلُ التَّحَوُّل مِنْ الأَرْض الَّتِي يُصِيب الإِنْسَان فِيهَا الْـمَعْصِيَة لِمَا يَغْلِب بِحُكْمِ الْعَادَة عَلَى مِثْل ذَلِكَ:إِمَّا لِتَذَكُّرِهِ لأَفْعَالِهِ الصَّادِرَة قَبْل ذَلِكَ وَالْفِتْنَة بِهَا ، وَإِمَّا لِوُجُودِ مَنْ كَانَ يُعِينهُ عَلَى ذَلِكَ وَيَحُضّهُ عَلَيْهِ .

 وَلِهَذَا قَالَ لَهُ الْعَالِمُ :« وَلا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ»، فَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ التَّائِب يَنْبَغِي لَهُ مُفَارَقَة الأَحْوَال الَّتِي اِعْتَادَهَا فِي زَمَن الْـمَعْصِيَة ، وَالتَّحَوُّل مِنْهَا كُلّهَا وَالاشْتِغَال بِغَيْرِهَا .

3- فَضْل الْعَالِم عَلَى الْعَابِد ؛ لأَنَّ الَّذِي أَفْتَاهُ أَوَّلا بِأَنْ لا تَوْبَة لَهُ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الْعِبَادَة فَاسْتَعْظَمَ وُقُوع مَا وَقَعَ مِنْ ذَلِكَ الْقَاتِل مِنْ اِسْتِجْرَائِهِ عَلَى قَتْل هَذَا الْعَدَد الْكَثِير .

 وَأَمَّا الثَّانِي فَغَلَبَ عَلَيْهِ الْعِلْم فَأَفْتَاهُ بِالصَّوَابِ وَدَلَّهُ عَلَى طَرِيق النَّجَاة .

 

 

المزيد >>

 

 

 

هذا ديننا

مواضيع ومقالات

بعدستي

بقلمي

هو..وهي

ماذا نقرأ

صفحات خاصة

 In English

منوعات

صورة وتعليق

ابتسم من فضلك

شغل مخك

الدنيا بخير

لصحتك وحياتك

مختارات قيّمة

أرشيف الموقع 2007