.

احتساب الأجر في جميع الأعمال

 

 


احرص على احتساب ألأجر في جميع أمورك لأنه سوف يميز عباداتك عن عاداتك

ابدأ من الآن في احتساب ما تقرأ

إن الاحتساب عمل قلبي لا محل له في اللسان لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن النية محلها القلب  والعمل لابد فيه من النية فالذي يحتسب وينوي بعمله وجه الله فهو لله , والذي ينوي بعمله الدنيا فهو للدنيا

 فالذي يحاول احتساب الأجر في جميع إعماله قد حصل على فوائد عظيمة , ومن فوائد الاحتساب , دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام , الفوز بالجنة والنجاة من النار , حصول السعادة في الدارين , الاحتساب في الطاعات يجعلها خالصة لوجه الله تعالى وليس لها جزاء إلا الجنة , الاحتساب يبعد صاحبه عن شبهة الرياء ويزيد في ثقته بربه , الاحتساب في المكارة يدفع الحزن ويجلب السرور ويحول ما يظنه الإنسان نقمة إلى نعمة ,الاحتساب في الطاعات يجعل صاحبه قرير العين مسرور الفؤاد بما يدخره عند ربه فيتضاعف رصيده الإيماني وتقوى روحه المعنوية , الاحتساب دليل الرضاء بقضاء الله وقدره ودليل على حسن الظن بالله تعالى , وعلامة على صلاح العبد واستقامته, الاحتساب عمل صالح والمداومة عليه تجعل حياتك كلها طاعات , والطاعة طريق موصل إلى محبة الله , وإذا أحبك الله أحبك أهل السماء ووضع لك القبول في الأرض

بالاحتساب تؤدي شكر النعم , لأن الاحتساب طاعة , والله يجازيك على شكرك للنعم بأن يزيدك من الطاعات فيعينك عليها وييسرها لك , ويحببها إلى قلبك فتجد الأنس والمتعة في عملها , فيسهل عليك أمر الاحتساب وغيره إن الذي يحتسب الأجر من الله في أعماله لا يتأذى ولا يتأثر من عدم شكر الناس لجهوده الطيبة معهم وعدم تقديرهم لما يقوم به من أجلهم , لأنه لا يرجو من الناس جزاء ولا شكورا إنما يبتغي بذلك وجه الله.

الاحتساب في ترك المعاصي والمحرمات طاعة تثبت قلبك وتقوي عزيمتك لأن ترك المعصية مع قدرتك عليها لوجه الله يجعلك تتلذذ وتسعد بتركها لأنك ترجو أجر امتثالك لأمر الله ووقوفك عند حدوده تبتغي بذلك ثواب التقوى والخوف من الله (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فالذي خاف ربه وقيامه عليه فترك ما نهى عنه وفعل ما أمر به , له جنتان من ذهب  ,آنيتهما وحليتهما وبنيانهما وما فيهما , جزاء على ترك المنهيات والأخرى على فعل الطاعات , إن المحيط الصغير الذي تعيش فيه سيكتسب منك هذا الخلق الحسن الاحتساب  ,لأنهم سيشعرون به ويعايشونه واقعاّ حياّ أمامهم مما يجعل له أثرا عميقاّ في أنفسهم , فتكون بذلك دعوت إلى هدى , فلك أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة بإذن الله , إنك إذا جعلت همك رضا الله والتقرب إليه باحتساب العبادات المختلفة فإن الجزاء من جنس العمل

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ومن كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره ,وجعل فقره بين عينيه , ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له , ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره , وجعل غناه في قلبه , وأتته الدنيا وهي راغمة )

الاحتساب يزيدك رفعة عند خالقك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: ( إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ) عندما تعتاد المداومة على احتساب العمل الصالح فستربح مثل أجور أعمالك عندما لا يمكنك القيام بها لعذر شرعي , فإن فضل الله واسع

قال صلى الله عليه وسلم ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحاّ مقيماّ)
 

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

 ( أيها الناس , احتسبوا أعمالكم  , فإن من أحتسب عمله , كتب له أجر عمله وأجر حسبته )