.
بعض المفاهيم الخاطئة لصلاة الاستخارة |
||
مقدمة : من محاسن
الشريعة الإسلامية : صلاة الاستخارة، التي جعلها الله لعباده المؤمنين
بديلاً عمّا كان يفعله أهل الجاهليّة من الاستقسام بالأزلام والحجارة
الصمّاء، التي لا تنفع ولا تضرّ، وعلى الرغم من أهميّة هذه الصلاة،
وعِظَم أثرها في حياة المؤمن، إلا أنّ كثيراً من الناس قد زهد فيها،
إمّا جهلاً بفضلها وأهميتها، وإمّا نتيجة لبعض المفاهيم الخاطئة التي
شاعت بين الناس ممّا لا دليل عليه من كتاب ولا سنّة، وهذا ما أردت
التنبيه إليه في هذه العجالة، فمن هذه المفاهيم:
أولا : اعتقاد بعض الناس
أنّ صلاة الاستخارة إنّما تُشرع عند التردد بين أمرين، وهذا غير صحيح،
لقوله في الحديث: (( إذا همّ أحدكم بالأمر..)).
ثانيا : اعتقاد بعض
الناس أنّ الاستخارة لا تشرع إلا في أمور معيّنة، كالزواج والسفر ونحو
ذلك، أو في الأمور الكبيرة ذات الشأن العظيم، وهذا اعتقاد غير صحيح،
لقول الراوي في الحديث: (( كان يعلّمنا الاستخارة في الأمور كلّها..
)).
رابعا : اعتقاد بعض
الناس أنّه لا بد من انشراح الصدر للفعل بعد الاستخارة، وهذا لا دليل
عليه، لأنّ حقيقة الاستخارة تفويض الأمر لله، حتّى وإن كان العبد
كارهاً لهذا الأمر، والله عز وجل يقول: (( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ
شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ
شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ))
(البقرة:216) والحيرة.
وهناك إعتقاد أنه لابد من شعور بالراحة
أو عدمها بعد صلاة الإستخارة وهذا غير صحيح خامسا : اعتقاد بعض الناس أنّه لا بدّ أن يرى رؤيا بعد الاستخارة تدله على الصواب، وربّما توقّف عن الإقدام على العمل بعد الاستخارة انتظاراً للرؤيا، وهذا الاعتقاد لا دليل عليه، بل الواجب على العبد بعد الاستخارة أن يبادر إلى العمل مفوّضاً الأمر إلى الله كما سبق، فإن رأى رؤيا صالحة تبيّن له الصواب، فذلك نور على نور، وإلا فلا ينبغي له انتظار ذلك.
|