.
نور الإيمان
نور الايمان
جميلٌ أن تكون ممن سخَّر جوارحه في طاعة الله وانطلق بهمته إلى ما يحبه الله ويرضاه ..
حينها يكون قد أشرق في القلب نور الإيمان , وامتلأت الروح بمحبة الرحمن
إن هذه الحسنات لها ثمرة , بل ثمار , ومن أغلى هذه الثمار هو " نور الإيمان " ..
قال تعالى : { يهدي الله لنوره من يشاء } النور : 35
فالله هو الهادي وهو المرسل لهذا النور في قلوب أولياءه
وهذا النور مقتبسٌ من الوحي , فالقرآن نور , والسنة نور
قال تعالى: " فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا " التغابن 8
وإذا كان الله قد سمَّى الدين والوحي نور فاعلم أن نصيبك من هذا النور على قدر التزامك بهذا الوحي .
ونور الإيمان الذي سكن في قلوب المؤمنين متفاوتٌ على قدر تفاوتهم في قربهم من الرحمن , فهذا قد مُلئ نوراً وإيماناً وبجانبه من هو أضعف منه نوراً وما ربك بظلام للعبيد .
وهذا النور يقوى حتى يظهر على صفحات الوجه , حتى إنك ترى بعض الناس وعلى وجوههم إضاءة من نور .
فــــما هـــــو ؟
إنه نور الإيمان , ولهذا قال ابن عباس : " إن للحسنة ضياء في الوجه , ونوراً في القلب "..
وهذا أحدهم يسأل الحسن البصري : لماذا أهل صلاة الليل أحسن الناس وجوهاً ؟ قال : خلَوْا بالله فألبسهم نوراً من نوره .
ولا يزال العبد يُنافس في الحسنات ويسابق إلى الصالحات حتى يقوى نور الإيمان في قلبه , فيظهر عليه عند موته فكم سمعنا من أمواتٍ لما ماتوا وعند تغسيلهم وتكفينهم رأى المغسِّلون أنواراً وضياءً في الوجه , بل وفي سائر الجسد .
ولا يزال هذا النور يُتحف صاحبه بالهدايا , فيأتيه في قبره , فيضيئ له كالقمر ليلة البدر , كما صح في الحديث .. وفي يوم القيامة , حيث الأهوال والمصائب إذا بك تلتفت فترى هناك فئة وعلى وجوههم نوراً عجيباً
وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ".
وعند المرور على الصراط وفي شدة الظلام , يُشرق نور الإيمان لأهله
قال تعالى : { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبإيمانهم } ( الحديد : 12 )
فيعبرون على الصراط بهذا النور وينطلقون بكل سرعة نحو الجنان .. وحينما يدخلون الجنان إذا بهم في قصورها وبين أنهارها وتحيط بهم أشجارها وثمارها , وهم مع زوجاتهم من الحور العين , والخدم يطوفون بهم ولا يزالون في نعيم مقيم أبد الآباد .
وهذا جزاء كل من تمسَّك بنور الإيمان .. فاللهم هب لنا من لدنك نوراً ..