|
استحضار النية الصالحة
اعلم يا رعاك الله أن جميع الأعمال المباحة التى تقوم
بها من النوم والأكل وطلب الرزق وغيرها يمكن تحويلها الى طاعات وقربات
يحصل المرء بسببها على الاف الحسنات بشرط أن ينوى المسلم عند القيام
بها التقرب الى الله ,
قال : انما الأعمال بالنيات وانما لكل امرىء ما نوى ..\" رواه البخارى
ومسلم.
مثال: ينام المسلم مبكرا ليستيقظ لصلاة القيام أو الفجر, فيصبح نومه
عبادة وهكذا بقية المباحات.
اغتنام الوقت الواحد فى أكثر
من عبادة
فن اسغلال الوقت الواحد فى أكثر من عبادة لا يعرفه الا الحافظون
لأوقاتهم.
وهذا له عدة تطبيقات فى واقع حياتنا:
1- اذا ذهب المسلم الى المسجد ماشيا على قدميه أو بالسيارة فان هذا
الذهاب عبادة فى حد ذاته يؤجر عليه المسلم لكن يمكنه اسغلال هذا الوقت
أيضا فى الاكثار من ذكر الله أو فى قراءة القرآن فيكون قد اغتنم الوقت
الواحد فى أكثر من عبادة.
2- اذا حضر المسلم وليمة عرس خالية من المنكرات فحضوره لهذه الوليمة هو
عبادة ولكن يمكنه اسغلال وقت تواجده فى الوليمة فى الدعوة الى الله أو
الاكثار من ذكر الله.
3- قيام المرأة بأعمال المنزل بحد ذاته عبادة ( اذا نوت بذلك التقرب
الى الله) فتستطيع أن تستغل ذلك الوقت بعبادة أخرى كذكر الله أو
الاستماع الى شريط اسلامى.
عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : ( ان كنا نعد لرسول الله فى المجلس
الواحد مائة مرة : \" رب اغفر لى وتب على انك أنت التواب الرحيم\" )
رواه أبو داود والترمذى وقال حديث صحيح.
فتأمل كيف اغتنم الرسول الوقت الواحد فى عبادتين:
1- ذكر الله تعالى واستغفاره
2- الجلوس مع الصحابة وتعليمهم أمر
دينهم.
التفكر
في خلق الله
قال : \"تفكروا في آلاء الله , ولا
تفكروا في الله \" رواه الطبرني , في الأوسط والبهقي في الشعب وحسنه
الألباني .
ومن الأمور التي تتكرر مع المسلم في يومه وليلته عدة مرات ( استشعار
نعمة الله ) فكم هي المواقف , وكم هي المشاهد التي يراها ويسمع بها في
يومه وليلته , تستوجب عليه أن يتفكر فيها ويتأمل هذه النعم التي هو
فيها ويحمد الله عليها .
1- هل استشعرت نعمة الله عليك عند ذهابك إلى
المسجد , وكيف أن من حولك من الناس قد حرم هذه النعمة , وبالذات عن
صلاة الفجر وأنت تنظر غلى بيوت المسلمين وهم في
سبات عميق كأنهم أموات .
2- هل استشعرت نعمة الله عليك وأنت تسير في
الطريق وترى المناظر المتنوعة , هذا قد حدث
له حادث , وهذا قد ارتفع
صوت الشيطان ( أي الغناء ) من سيارته , وهكذا ..
3- هل استشعرت نعمة الله عليك وانت تسمع أو
تقرأ الأخبار عن العالم من مجاعات وفيضانات وانتشار أمراض وحوادث
وزلازل وحروب وتشريد .. .
أقول :إن العبد الموفق : هو الذي لا يغيب عن قلبه وشعوره وإحساسه نعمة
الله عليه في كل موقف وكل مشهد فيظل دائما في حمد الله وشكره والثناء
عليه مما هو فيه من نعمة , الدين والصحة والرخاء والسلامة من كل الشرور
..
وفي الحديث قال : \"من رأى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما
ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق .لم يصبه ذلك البلاء \" قال الترمذي
: حديث حسن .
قال تعالى : " فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ... "
( الأعراف- الجزء الثامن )
ختم القرآن في كل شهر
قال \" اقرأ القرآن في كل شهر\" رواه ابو داود
طريقة (ختم القرآن في كل شهر):أن يتحضرقبل الصلاة المفروضة بعشر دقائق
تقريبا ليمكنك من قراءة صفحتين أي مقدار أربعة أوجه قبل كل صلاة أو
بعدها فيكون المجموع في اليوم عشر صفحات أي عشرين وجها وهذا يكون جزءا
كاملا ,وبهذه الطريقة تختم القرآن في كل شهر بكل سهولة .
القائمة
|
