وقفات شعرية.. مع الشاعر أبو العتاهية

 

 

 

لعمرك ما الدنيا بدار بقاء

 

لعَمْرُكَ ، ما الدّنيا بدارِ بَقَــاء* كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
 فلا تَعشَقِ الدّنْيا ، أُخيَّ ، فإنّما * يُرَى عاشِقُ الدنيا بجُهْدِ بَلاَءِ
 حَلاَوَتُهَا ممزَوجَةٌ بمرارةٍ * ورَاحتُهَا ممزوجَةٌ بِعَناءِ  
 فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَةٍ * فإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ  
 لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً ؛ ...*وقلَّ امرؤٌ يرضَى لهُ بقضَاءِ  
 وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ * وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ  
 ومَا الدهرُ يوماً واحداً في اختِلاَفِهِ* ومَا كُلُّ أيامِ الفتى بسَوَاءِ  
 ومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدةٍ *ويومُ سُرورٍ مرَّةً ورخاءِ  
 وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ *وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ
 أيَا عجبَا للدهرِ لاَ بَلْ لريبِهِ * يخرِّمُ رَيْبُ الدَّهْرِ كُلَّ إخَاءِ
أبو العتاهية

 

الحرص داء

الحرص داءٌ قد أضرَّ ... بمن ترى إلاَّ قليلا
كم من عزيز قد رأي ... ت الحرص صيَّره ذليلا
فتجنَّب الشَّهوات واح ... ذر أن تكون لها قتيلا
فلربّ شهوة ساعةٍ ... قد أورثت حزناً طويلا
إن كنت متخذا خليلا" " فتنق وانتقد الخليلا
من لم يكن لك منصفا" " في الود فابغ به بديلا
وعليك نفسك فارعها " " واكسب لها خلقا جميلا

والمرء ان عرف الجميل وجدته يبغي الجميلا

أبو العتاهية