.

فن الإنصات

 

 

 فن الإنصات

!!! كثيرة هي الفنون و المهارات التي يحتاجها الإنسان , و بها يتمكن من تحقيق كثيراً من الإنجازات و التفوق في حياته على مختلف الأصعدة و المجالات . و من هذه الفنون فن الاستماع أو الإنصات إلى الآخر . و عادة ما يقصد بذلك المحادثات اللفظية , و لكن يمكن تعميم المصطلح ليشمل الاستماع للكلام المكتوب و الإنصات إليه مع الاعتراف بوجود فوارق كثيرة بين المحادثات اللفظية و الأخرى الكتابية .

و قد أولت الشريعة المقدسة أهمية لهذا الفن , فقد اشتهر الرسول الكريم – صلى الله عليه و آله- بهذه الميزة حتى وصفه المنافقون بأنه أذن . كما أمر الله تعالى رسوله بأن يبشر عباده الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

و لا يخفى أن طريقة الناس و آدابهم في الحديث تتفاوت , فمنهم من يتحدث أثناء حديثك و يقاطعك , و منهم من يصمت أثناء حديثك و يسرح بفكره , و منهم من يترك لك العنان لتأخذ بيده إلى أفقك و عالمك , و هناك مراتب أخرى أيضاً . و يجب أن نعلم بأن المتحدث الجيد يجب أن يكون مستمعاً جيداً أيضاً حتى لا يقع في زلات وهفوات. و قديماً قالواً ( كل شخص تقابله يعرف شيئاً لا تعرفه ) . فعليك أن تسعى لمعرفته و استكشاف أغوار الطرف الآخر , لذا فأنت تحتاج إلى فن الاستماع و الإنصات . كما أن هذا الفن يعطيك الفرصة المناسبة لاتخاذ الإجراء المناسب للرد , ففي العجلة الندامة . مضافاً إلى أن هيبة الإنصات تعطيك قوة أمام الطرف الآخر و أمام الجمهور , و به تكسب مودة الأصدقاء و ولائهم , و تمتص غضب العدو و تسيطر على الموقف .

و إليك نقاطاً مقتضبة في هذا المجال : 1 - قبل الإجابة على سؤال الطرف الآخر , حاول إعادة صياغة السؤال مرة أخرى بأسلوبك الخاص , ثم دع الفرصة لمحدثك ليعلق على السؤال بالطريقة الجديدة . و كذا قبل أن تجيب على اقتراح أو انتقاد قم يإعادة صياغته و دع الفرصة له

 . 2 - لا تتعجل بوصم الآخر بالكذب أو التزوير أو الخطأ أو ما أشبه , أعط نفسك الوقت الكافي للتحقق من ذلك وجمع المزيد من المعلومات و الأدلة و اطلب من الطرف الآخر بأسلوب لبق المزيد من الإيضاح و الشرح لما يقوله . إذ لعله أخطأ في التعبير في المرة الأولى فلا تتعجل في اتهامه قبل إتاحة الفرصة له لتعديل أو شرح مراده

. 3 - تدوين رؤوس الأقلام لما يذكر الطرف المقابل يوحي له بجديتك و اهتمامك بكل ما يقوله , كما يتيح لك الفرصة الملائمة للنقد أو الامتثال دون أن تنسى أو تغفل

 . 4 – لا تكثر من الأسئلة في الأوقات الحرجة و ظروف التوتر

 . 5 – استعمل لغة البدن في التعبير عن إنصاتك و اهتمامك , فطريقة جلوسك أو وقوفك و حركات رأسك و يديك كلها لها دلالات و تساعد في الإيحاء إلى الطرف المقابل و إيصال رسالة له بطريقة مفهومة و واضحة

 . 6 – الأسئلة التي إجابتها ( نعم ) أو ( لا ) تعتبر أسئلة مغلقة و لا تتيح المجال للطرف الآخر للإسهاب في حديثه . فعليك أن تتقن فن السؤال لتميز بين الأوقات التي تحتاج فيها إلى أسئلة مغلقة , و الأوقات التي يتوجب عليك طرح أسئلة مفتوحة..!!