.

المروءة.. الخلق المفقود

 

 

عمر ماطر الدعجاني/جريدة الرياض

يقال في التراث القديم ان أحدهم استجار بابن المهلهل، فأجاره. ولما قضى عنده فترة من الزمن سرق جواده وهرب إلى موطنه. حينها قدم السارق إلى والده مزهواً بامتلاكه لجواد وأخبره بما فعل. فغضب الأب وقال رد إليه جواده حتى لا تموت المروءة في العرب.

قال صاحب (لسان العرب) المروءة كمال الرجولية.

ويحكى في الزمن القريب عن قصة أحد الفرسان أن من تمام مروءته عندما يقدم إلى بيت جيرانه حاملاً لهم نصيباً من الصيد، انه يرجع على قفاه وينادي بأعلى صوته منبهاً نسوة البيوت، ومن ثم يترك الصيد قريباً منهن ويرجع في طريقه دون أن يلتفت إلى نسوة جاره.

وقال أحدهم: المروءة أن لا تعمل في السر عملاً تخجل منه في العلانية. ومن استعمل الحذر، ولم يقف مواقف الريب، ومظان التهم، وموقف الاعتذار، ولم يشك، ولم يقدح، فقد سلم.

وقال حكيم: مجالسة أهل الدين تجلو حداء الذنوب، ومجالسة ذوي المروءات تدل على مكارم الأخلاق، ومجالسة العلماء تزكي القلوب.

ويقول بشار بن برد:

ولابد من شكو إلى ذي مروءة

يواسيك، أو يسليك، أو يتوجع

وغير ذلك من القصص والشواهد والتي تعتبر خلق المروءة خلقاً أساسياً في تركيبة الرجل، بل من تمام الرجولة وكمالها كما سبق ترجمة ذلك، لكن مع التوسع المادي في نواحي الحياة والتي سيطرت عليها الرغبات الدنيوية والميكافيلية، جعلت هذا الخلق يتلاشى إلى درجة الندرة.

لكن ما سبب ذلك؟ وهل المشكلة داخلية بالأنفس أو مشكلة تربوية تنمو مع النشء، أو مشكلة انسلاخ من القيم والأخلاق واتباع للأهواء المتزاحمة في فضاء الأرض، ربما يكون السبب شريكاً بين كل ما ذُكر.

عموماً يبقى هذا الخلق أساساً للرجولة التي انعدمت في هذا الزمن، ولم يبق منها إلا الاسم فقط!!