.

مَن نَتَزَوجْ ؟؟

 

 

أولاَ : أيها الشاب

كيف تختار شريكة حياتك

هناك ثوابت ينبغي ان تأخذها فى الحسبان عند إختيار شريك الحياة ..

وقد بينّ لنا الشرع هذه الثوابت وأرشدنا إليها التوجية النبوي الحكيم ..

http://i78.photobucket.com/albums/j107/latehorn/glitter-heart.gifأولاً: الأســـس الشـرعـــية لإختيار الزوجة

1) الدين والخُلُق .. لقول رسول الله " تُنكح المرأة على إحدى خصال لجمالها ومالها وخلقها ودينها فعليك بذات الدين والخلق تربت يمينك " [رواه أحمد وحسنه الألباني] .. إذا تزوجت الديِّنة فقد فزت ورب الكعبة.

2) الودود الولود .. قال رسول الله "تزوجوا الودود الولود فإني مُكاثر بكم الأمم" [رواه أبو داوود والنسائي وصححه الألباني] 

والودود هي المتحببة التي تُحقق لزوجها معنى السكن النفسي، وتُشعره أنه هو الرجل الأول والأخير في حياتها ..

والولود لكي يتحقق المقصد الشرعي من تعمير الأرض وتكثير سواد المسلمين .. واعلم أن المقصود هنا ليس مجرد تكثير الناس فقط، إنما المقصود تعمير الأرض بأناس يحملون راية التوحيد بحق ويفهمون دينهم بشكلٍ صحيح،،

 

3) من تعينه على الطاعة .. قال النبي "أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه" [صححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب رقم (1499)]

وبهذا أراد النبي أن يؤكد على جعل الدين هو الإطار الذي يسير فيه الإختيار ولكن دون إغفال لمعايير التكافؤ الأخرى

 

4) الأصول البيئية .. أن تكون من بيئة كريمة ونشأت تنشئة سليمة تفهم معها العادات الصحيحة التي يُقرها الدين وهذا شرط أساسي لإختيار الزوج أيضًا .. فالبيت والأهل يكون لهم التأثير الأساسي في تكوين أي شخصية، هذا بالإضافة إلى الأصدقاء وأماكن التعليم والمساجد التي يرتادها وما يقرأ ويسمع.

النبي  قال "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" [رواه مسلم]  فلو كان معدنها طيب سيكون التعامل سهل.

وليس معنى هذا أن لا يتزوج من الفتاة الملتزمة إذا كانت أسرتها غير كذلك .. ولكن تحتاج الفتاة إلى ما يُسمى بــفترة "الحضَّانة الإيمانية"، حتى تتعلم كيف تحسب الأمور بدينها وليس بما تعلمته في بيتها الذي لم يكن فيه إلتزام وعادات صحيحة.

وكذلك لا تتزوج ممن تخون الله بالمعاصي بحجة  أنك ستجعلها تلتزم بعد ذلك ..

فلابد أن تعرف مادامت تخون الله فستخونك أنت أيضًا،

والخيانة هنا ليست بمعناها المعروف، إنما تخونك بأن تُشعرك بعدم الأمان معها .. كأن تنشر أسرار البيت خارجه وتُسبب الكثير من المشاكل.

فكيف ستعيش الأمان؟! .. لابد أن تختار من تشعر بمعنى السكن معها.

 

ثانياً: الأسس النفسيــة ..

حددّ الصفات التي تريدها في شريكة حياتك ورتبها حسب الأولوية .. ثم حدد الصفات التي تقبل التنازل عنها في بنود التكافؤ لحساب بنود أخرى .. فهناك ثوابت لا يمكن التفريط فيها، وفي نفس الوقت هناك بعض الأمور يمكن التنازل عنها والتغيير فيها .. واعلم إنه لا وجود للشخص كامل الأوصاف.

عند إختيار شريك حياتك .. اختر أولًا بعقلك، ثم بقلبك، ثم بعينيك

ابدأ أولاً بأن تعرف مواصفات الأخت التي ستتقدم لها حتى ترتوي عقليًا وتقتنع بهذه المواصفات،

وبعد ذلك تعرف عنها المزيد من الصفات وتسمع ما يُقال عنها فوجدانيًا يرقّ قلبك، وبعد ذلك تذهب وتنظر إليها بنفسك فإذا سُررت بها عند رؤيتها تتم الزيجة على بركة الله عز وجل.

في هذه المرحلة لابد أن تكون صادقًا مع نفسك، فلا مجال للمجاملة في إختيار شريك الحياة لأنك ستتحمله طوال حياتك؛ فيجب أن تكون مدركًا تمامًا لما أنت مُقدم عليه، وأن تتعامل مع الشخص كما هو عندما رأيته ولا تتوقع مبدئيًا أنه سيتغير سواء من حيث الشكل أو الطباع أو .. إلخ.

وهذه هي الأسس التي ينبغي أن تتمسك بها عند الإختيار

 

ثانياَ : أيها الفتاة ..

 

مواصفات شريك حيــاتكِ

 

أختــاه .. تُرى من تختارين ليكون شريك حياتك؟

عليكِ أختاه أن لا تتنازلي عن المعايير الأساسية التي حددها الشرع في إختيار الزوج بحجة أن القطار سيفوتك .. وعلى ولي المرأة أن يُحسن إختيار الزوج لها ..

فسوء الاختيار هذا يجعلها تُفتن في دينها وتعود عن طريق الالتزام الذي كانت تُريده ..

 

الأسس الشرعيــة لإخـتـيـار الزوج ..

1) أن يكون صاحب دين .. لقوله تعالى {.. وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ..} [البقرة: 221]

ولقول النبي 'إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد ' [رواه الترمذي وحسنه الألباني] ..

فالزوج صاحب الدين أهم وأعظم عند الله عز وجل .. هو الذي لا يظلم إذا غضب ولا يهجر بغير سبب ولا يسيء معاملة زوجته،

ولا يكون سبباً في فتنة أهله عن طريق إدخال المنكرات وآلات اللهو في البيت، بل يعمل بقول النبي 'خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ' [رواه الترمذي وصححه الألباني]


فيجب على ولي المرأة أن ينظر في دين الرجل وأخلاقه لأن المرأة تصير بالنكاح أسيرة ومتى زوجها وليُّّها من ظالم أو تاركًا للصلاة أو فاسقًا أو مبتدعًا فقد جنى على دينها وتعرض لسخط الله لأنه كان سبب لقطع الرحم بسبب سوء الإختيار.

وإن جاءه خاطبًا ذو دين ولكن قدرته المادية محدودة فعليه أن يُعينه، ومن تزوج رُزق .. ولكن يجب أن يتأكد أولاً من صدق تدُينه، فالتدين سيكون ظاهرًا في سلوكه وسيشعر بالراحة معه .. كما قال النبي 'الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف' [رواه البخاري]

جاء رجل للحسن وقال: قد خطب ابنتي جماعة فمن أزوَّجها ؟، قال: 'زوجها ممَّن يتقي الله فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها'.

2) أن يكون رفيـــقاً لطيــفاً بــأهله ( حُسن الخُلُق) .. والأخلاق تأتي بعد الدين والأصول البيئية، لأنها تنشأ عنهما .. فلو عنده دين بحق سيكون عنده أخلاق بحق .. قال 'أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم' [صحيح الجامع رقم (1232)] ..
وصاحب الخلق الحسن هو الذي تشعر معه المرأة بالدفء والسكينة والطمأنينة، ولا تشعر معه بالعذاب أو القلق ولا تكون متهيِّبة إياه طوال الوقت

 

3) القدرة المادية .. لقول النبي  'يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء' [متفق عليه] .. أي: من استطاع منكم مؤن النكاح فليتزوج ومن لم يستطع فليصم.

 

4) أن يكون قويــاً أميـنــاً .. قال تعالى {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } [القصص:26] ..
وليس المقصود القوة الجسدية فقط، وإنما القوة العقلية والعلمية وقوة الشخصية والحكمة وقوته بتجاربه وخبراته .. فهذه صفات تحتاجها المرأة بشدة في زوجها.
والأميــن ..
لأن لو هذا الرجل يخون الله بالمعاصي، فلا ينفعك بحال

 

5) الكفــاءة .. قال النبي ' تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم' [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]

والكفاءة هي المساواة والتقارب بين الزوج والزوجة في المستوى الديني والأخلاقي والإجتماعي والمادي،
ولا ريب أن تكافؤ الزوجين من الأسباب الأساسية في نجاح الزواج وعدم التكافؤ يُحدث نوعاً من النفرة ويسبب الإنفصال والشقاق
.

لابد أن تحددِ ما المواصفات التي تُريديها في شريك حياتك مع ترتيبها حسب الأولوية، وما هو الدور الذي سيقوم به بالنسبة لكِ .. وتنظرِ في النقاط الإيجابية والسلبية في من تقدَّم لكِ في ضوء الهدف الذي وضعتيه، ثم تُحكِّمِ عقلك وتحددِ إن كان هذا الشريك المرتقب مناسبًا وإن كنتِ تستطيعِ التكيف مع عيوبه وسلبياته بحيث لا تكون هناك مشاكل أم لا ... مع العلم إنه لا وجود للشخص كامل الأوصاف.

فكل طرف عندما يشعر بالطرف الآخر ويكون بينهما دفء في التعامل سيُقام البيت على أسس سليمة.

المصادر:

درس " من نتزوج؟ " للشيخ هاني حلمي