.

رسالة والد لابنته يوم زفافها!

 

 

ابنتي اليوم تنتقلين إلى يدين غريبتين ...

فى هذه الليلة سيظللك سقف غريب فى بيت رجل غريب

فى هذه الليلة سأقف فوق سريرك النظيف فى بيتى

فأجده خاليا من ثنايا شعرك الأسود الذى يفوح منه عطر الطهارة فوق وسادتك

البيضاء و قد تنهمر الدموع من عيني لأول مرة فى حياتي فاليوم يغيب عن

عينىّ وجه ابنتي ، ليشرق فى بيت الرجل الغريب الذي لا أعرفه حق المعرفة

واتمنى من الله ان يكون طيبا

اليوم ينتقل شعوري و تنتقل أحاسيسي إلى أهل أمك يوم سلمونى ابنتهم و هم

يذرفون الدموع كنت أظنها دموع الفرح أو دموع تقاليد أهل العروس و لم أعرف

إلا اليوم أن ما كان ينتابهم هو نفس ما ينتابنى الآن

و أن ما يعذبنى هذه الساعة كان يعذبهم

و أن انقباض قلبى فى هذه اللحظة و أنا أسلمك إلى رجل غريب كان يداهمهم أيضا

و صدقينى يا بنيتى إنه لو كان لى ، يوم تزوجت أمك ، شعور الأب

لأفنيت عمرى فى إسعادها ، كما أحب أن يفنى زوجك عمره فى سبيل إسعادك ابنتي

فى هذه اللحظة أندم على كل لحظة مضت ضايقت أمك فيها

اليوم أجاوز الحاضر و أجابه المستقبل و أتمثلك واقفة أمامى تقولين

" زوجى يضايقني يا أبي " فماذا أفعل ؟ أسأل الله ألا ينتقم مني بك ، و الله غفور رحيم

و الآن دعيني أضع أمام عينيك الحلوتين بعض النقاط

التى يحسب الرجل أنها توفر له السعادة فى بيته الزوجي

الرجل - يا صغيرتي - يحب الأمجاد و يتظاهر بالثراء و النجاح

حتى و لو لم يكن ثريا قط ، فلا تحطمي فيه هذه المظاهر ، بل وجهيها بحكمتك و لطفك و حسن تصرفك

و الرجل يا - فلذة كبدي - يفاخر دائما بأن زوجته تحبه فاحرصى على إظهار حبك أمام أهله بصفة خاصة

و الرجل - يا قرة عيني - يفخر أمام أهله بأنه قد انتقى زوجة تحبهم و تكرمهم

فاكرمى أهل زوجك ، و استقبليهم أحسن استقبال

و بعد يا بنيتى . . إذا ثار زوجك فاحتضنى ثورته بهدوء ، و إذا أخطأ داوى خطأه بالصبر

و إذا ضاقت به الأيام فليتسع صدرك لتسعفيه على النهوض

و لا تنسي - يا عمري - أنك إكليل لزوجك بيدك أن يكون مرصعا بالدر و

الياقوت على هامته أو أن يكون من الشوك يدمي رأسه و رأس أبيك ، إن لم

تحافظى على شرفك له دون سواه

بنيتي كونى له أرضا مطيعة يكن لك سماء ، و كونى له مهادا يكن لك عمادا

و احفظى سمعه و عينه فلا يشم منك إلا طيبا ولا يسمع منك إلا حسنا

و لا ينظر إلا جميلا وكونى كما نظم شاعرلزوجته قائلا:


خذى منى العفو تستديمى مودتى * و لا تنطقى فى ثورتى حين أغضب

ولا تكثرى الشكوى فتذهب بالهوى * فيأباك قلبى و القلوب تقلـــــــــب


 

و أخيرا أسأل ربى أن يرعاك برضاه و أن يستقر لكما

كل حبى

والدك المحب لابنته ريحانة قلبه