القائمة الرئيسية

 

الصفحة الرئيسية

قوموا نعيد الصلاة

 

يروى عن يوسف بن عاصم أنه ذكر له عن حاتم الأصم أنه كان يتكلم على الناس في الزهد، والاخلاص، فقال يوسف لأصحابه‏:‏ اذهبوا بنا إليه نسأله عن صلاته إن كان يكملها، وإن لم يكن يكملها، نهيناه عن ذلك‏.‏

قال‏:‏ فأتوه وقال له يوسف‏:‏ يا حاتم، جئنا نسألك عن صلاتك، فقال له حاتم‏:‏ عن أي شيء تسألني عافاك الله‏؟‏ عن معرفتها أو عن تأديتها‏؟‏

فالتفت يوسف إلى أصحابه، وقال لهم‏:‏ زادنا حاتم ما لم نحسن أن نسأله عنه‏.‏ ثم قال لحاتم‏:‏ نبدأ بتأديتها‏.‏

فقال لهم‏:‏

تقوم بالأمر وتقف بالاحتساب وتدخل بالسنة، وتكبّر بالتعظيم، وتقرأ بالترتيل، وتركع بالخشوع، وتسجد بالخضوع، وترفع بالسكينة، وتتشهد بالاخلاص، وتسلم بالرحمة‏.‏

قال يوسف‏:‏ هذا التأديب فما المعرفة‏؟‏‏.‏

قال‏:

‏ إذا قمت إليها فاعلم أن الله مقبل عليك، فأقبل على من هو مقبل عليك، واعلم أن جهة التصديق لقلبك، أنه قريب منك، قادر عليك، فإذا ركعت‏:‏ فلا تؤمّل أن تقوم‏.‏ ومثل الجنة عن يمينك، والنار عن يسارك، والصراط تحت قدميك، فإذا فعلت فأنت مصل‏.‏

 فالتفت يوسف إلى أصحابه، وقال‏:‏ قوموا نعيد الصلاة التي مضت من أعمارنا‏.‏

 

يا من مات قلبه، أي شيء تنفع حياة البدن إذا لم تفرّق بين القبيح والحسن‏.‏

سلبك المشيب من الشباب، فأين البكاء، وأين الحزن‏؟‏ إذا كان القلب خرابًا من التقوى، فما ينفع البكاء في الدّمن‏.‏ يا قتيل الهجران، هذا أوان الصلح بادر عسى يزول الحون‏.‏