أي الجنسين أذكى ؟
يكثر الجدل حول السؤال عن فروقات الذكاء بين الجنسين
، فهل الجنس الناعم أذكى أم الجنس الخشن ؟
الإجابة : لا علاقة للجنس بالذكاء ،
وذلك لسبب بسيط ، وهو أن الذكور فيهم الأذكياء وفيهم غير الأذكياء ، وكذلك
الإناث ،
كما أنه لا يمكن أن نقول أن أذكى ذكر يعتبر أذكى من أذكى أنثى ، ولا أن
أذكى أنثى
تعتبر أذكى من أذكى ذكر.
هذا الموضوع يشتمل على عدة نظريات ، سأذكرها و
سأذكر ما يفندها:
الأولى : أن حجم المخ عند الرجل أكبر منه عند المرأة في
الغالب ، وذلك بسبب أن حجم جسم الرجل أكبر من حجم جسم المرأة غالبا.
المهم في
الأمر هو أن الحجم ليس له علاقة بالذكاء ، فحجم المخ عند الأسد أكبر منه
عند الثعلب
، وليس الأسد بأذكى من الثعلب.
الثانية : أن عدد الإناث الذكيّات أكبر من
عدد الذكور الأذكياء.
يعود ذلك إلى أن عدد الإناث عموما أكبر من عدد الذكور
بنسبة اثنين إلى واحد تقريبا ، أي أن الذكور يشكلون ثلث عدد البشر ،
والإناث يشكلون
الثلثين الآخرين. { وهذه هي أحد حِكَم إباحة تعدد الزوجات للقادرين على
العدل بينهن}
الثالثة : درَس العلماء المختصين بجراحة المخ والأعصاب الكثير من حالات
تشريح وحالات تخطيط المخ عند البشر ذكورا وإناثا ، فوجدوا أن جميع أجزاء
المخ
متقاربة في الحجم عند كلا الجنسين ، ما عدا جزئين ، وهما الجزء الخاص
بالعمليات
والحسابات و الجزء الخاص بالمشاعر والأحاسيس
، فالجزء الخاص
بالعمليات والحسابات
عند الذكور أكبر
منه عند الإناث ، أما الجزء الخاص بالمشاعر والأحاسيس
فهو عند الإناث
أكبر منه عند الذكور
،
وبين هذين الجزئين صمّام ينقل
الإشارات العصبية حسب الحاجة ، وحجم هذا الصمام عند الإناث أكبر منه عند
الذكور
، وقد
عزا العلماء هذه الفروقات إلى أن حاجة الرجل للعمليات والحسابات أكبر من
حاجته
للمشاعر والأحاسيس ، والعكس صحيح في الغالب عند الأنثى ، وهذا عائد إلى
طبيعة تركيب
كل منهما ودوره في الحياة ، والحكمة البالغة لله سبحانه وتعالى ، ولكن هذا
الإختلاف
أيضا لا يحدد نسبة الذكاء.
إذن ما الذي يحدد نسبة الذكاء ؟
المادة
الرمادية في الدماغ ، هي المسؤولة عن تحديد نسبة الذكاء عند الإنسان ،
فكلما زادت
نسبة المادة الرمادية في الدماغ ، كلما كان الإنسان أذكى.
وقد أثبتت الدراسات
العلمية والإحصائية أن الذكاء صفة وراثية ، تزيد أو تنقص عند الإنسان بحسب
كمية
المادة الرمادية في الجينات التي يرثها من والديه أو أجداده أو جداته ،
فليس
بالضرورة أن يكون أبناء الأذكياء أذكياء ، ولا أبناء غير الأذكياء غير
أذكاء ، لأن
الإنسان قد يرث صفة معينة من والديه وقد لا يرثها.
يخلط الناس أحيانا بين
الذكاء و التفوق ، ولكن الصحيح أن الذكاء لا يقتضي التفوق بالضرورة لأنه
أمر نسبي
يصعب قياسه ، كما أنه تحكمه ظروف الإنسان البيئية والاجتماعية والصحية ،
أما التفوق
فهو أمر يمكن قياسه بشكل دقيق عن طريق عمل اختبارات قياسية كما يحدث في
التعليم ،
ولكنه يشترك مع الذكاء في أنه تحكمه ظروف ، والدليل على أن الذكاء لا يقتضي
بالضرورة التفوق ، والعكس بالعكس ، هو وجود أناس أذكياء من خلال نجاح
أفكارهم
واختياراتهم وسرعة بديهتم ولكنهم غير متفوقين دراسيا أو علميا ، وكذلك وجود
أناس
متفوقين دراسيا أو علميا ولكنهم غير أذكيا ، من حيث اعتمادهم على حفظ
المناهج دون
فهم أحيانا ومن ثم الحصول على درجات عالية في الاختبار القياسي لهذا المنهج
، فقوة
الذاكرة ليست دليلا على الذكاء. |