مدن فلسطينية
مدينة بيســـان
الموقع والتسمية
تقع
مدينة بيسان
في القسم الشمالي من فلسطين، في الزاوية الجنوبية الشرقية منه، وقد
ساهم الموقع الجغرافي لمدينة بيسان في
النشأة الأولى للمدينة، لأنها نشأت فوق أقدام الحافة الغربية للغور، ويعد سهل
بيسان حلقة وصل بين وادي الأردن شرقاً وسهل
مرج ابن عامر غرباً، كما تشرف على ممر وادي جالود إحدى البوابات الطبيعية
الشرقية لسهل مرج بن عامر وكانت محطة تتجمع فيها القوافل التي تسير بين الشام
ومصر وكانت معبراً للغزوات الحربية، ولهذا كانت
بيسان تتصدى لهذه للهجمات من خلال موقعها كحارس على خط الدفاع الأول
من المناطق الزراعية الخصبة في سهل مرج بن عامر والسهل الساحلي لفلسطين،
واستمرت المدينة بعد نشأتها في جذب الطرق إليها حيث ارتبطت بشبكة مواصلات
هامة.
وأنشئت على أرض مرتفعة في الجانب الغربي من الغور الفلسطيني في سهل
بيسان الذي يعتبر حلقة وصل بين وادي الأردن
شرقاً، وسهل مرج ابن عامر غرباً، وتشرف على ممر وادي جالود. وتبعد عن القدس
127 كم، ونابلس 36 كم، وجنين 33 كم، وموقعها عبر التاريخ استراتيجي وهام
عسكريا وتجاريا على الطريق بين مصر والشام.
وحملت بيسان الاسم الكنعاني (بيت شان)
وتعنى بيت الالة شان أو بيت السكون، أما الاغريق فقد سموها سكيثوبوليس وحملت
اسماً آخراً وهو نيسا.
وكان هناك اتصال بين شان ومصر، حيث عثر على فخار من بيت شان في مصر، وهو
الفخار ذو الأيدي المموجة، ويعود تاريخه إلى عصر ما قبل الأسر المصرية ومع
الزمن حور اسمها وأصبح بيسان.
بيسان
عبر التاريخ :
يعود
تاريخ المدينة إلى العام 4000 قبل الميلاد، كما دلت الحفريات التي جرت في
الفترة بين عامي 1925-1933 في موقع تل الحصن.
وقد تعاقبت على هذه المدينة العديد من الأمم التي أسهمت في تراوح الحياة في
المدينة بين الازدهار والانحطاط.
في القرن الخامس عشر قبل الميلاد دخلت بيسان
تحت الحكم المصري وأصبحت من أقوى المواقع المصرية في أسيا، ومازالت أثار
المصريين القدماء ظاهرة للعيان هناك.
في القرن الرابع قبل الميلاد خضعت للحكم اليوناني وأصبحت من أهم المدن
الفلسطينية ثم دخلت تحت الحكم الروماني وأصبحت
مدينة بيسان زعيمة المدن العشر
"ديكابولس" ومركزاً تجارياً هاماً تمر القوافل التجارية منها في طريقها إلى
الأردن، ومازالت الآثار الرومانية ماثلة للعيان مثل المدرج الروماني في تل
الحصن وقناطر الجسر الروماني فوق سيل الجالود كما أصبحت
بيسان في العهد البيزنطى مركزاً لابرشية
كان لممثلها دور بارز في مجمع نيفية الديني، مازالت آثار هذا العهد قائمة في
دير يتألف من ثلاث غرف.
في عام 13 هـ- 634م فتحت بيسان من قبل
المسلمين على يد القائدين شرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر
بن الخطاب رضى الله عنه، ثم احتلت بيسان من
قبل الصليبيين بقيادة تنكرد، تمكن بعدها القائد صلاح الدين الأيوبي من
تحريرها بعد معركة حطين عام 582هـ- 1187م، وأعاد الصليبيون الكرة مرة أخرى
فاحتلوا المدينة وتمكن السلطان الظاهر ييبوس من استعادتها.
في عام 1516م دخلت بيسان تحت الحكم
العثماني الذي دام حتى عام 1918، حيث ازدهرت بيسان
في هذا العهد.
خضعت المدينة بعد ذلك للانتداب البريطاني الذي مهد الطريق لاغتصاب فلسطين،
حيث استولى اليهود على المدينة عام 1948 وأطلقوا عليها اسم بيت شعان.
السكان والنشاط الاقتصادي:
بلغ عدد سكان مدينة
بيسان 1941 نسمة حسب إحصاء عام 1922 ارتفع في عام 1931 إلى 3110 نسمة
ثم إلى 5180 نسمة عام 1945 ويعود انخفاض عدد السكان عام 1922 إلى أن التعداد
قد جاء أعقاب الحرب العالمية الأولى وما صاحبها من أعمال الفتك والقتل
والتدمير.
وكذلك كثرت المستنقعات في بعض الفترات التي تهمل فيها الزراعة، وهذا يجعل
بيئة بيسان طاردة للسكان.
وقد مارس السكان في مدينة
بيسان العديد من النشاطات قبل عام 1948
منها:
الزراعة: مارس سكان بيسان الزراعة
منذ القدم لوقوعها في سهل بيسان، حيث وفرة
المياه وخصوبة التربة والأرض المنبسطة، وكانت أهم المحاصيل الزراعية القمح
والشعير والبقوليات والخضار ثم زرعت الحمضيات والموز.
الصناعة: انتشرت الصناعات التقليدية كعصر الزيتون وطحن الحبوب والغزل
النسيج في المدينة ثم تطورت إلى صناعة النسيج واللدائن والمعادن والآلات
الكهربائية.
التجارة: يشجع الموقع الجغرافي لبيسان على زيادة الأهمية التجارية،
حيث أنشئت فيها محطة للسكة الحديدية وأصبحت تعج بالحركة التجارية نتيجة
لتعبيد الطرق فيها، كما أن سكان القرى المجاورة يجدون فيها ما يطلبون.
النشاط الثقافي :
أدت بيسان وظيفة تعليمية، إذ ضمت
مدرستين للبنين والبنات في العام الدراسي 1945/1946 ثم ضمت مدرسة أخرى
للبنين، وكان يفد إليها طلاب القرى المجاورة.
معالم المدينة
تعاقبت الكثير من الأمم على مدينة
بيسان عبر تاريخها الطويل وقد تركت هذه
الأمم بصماتها حتى الآن، متمثلة في الآثار الظاهرة للعيان ومنها:
بقايا دير مهدوم وكنيسة ثم اكتشافها عام 1930.
تل الحصن حيث أقيمت 9 مدن عليه، أقدمها يعود إلى تحتمس الثالث.
تل الجسر غرب تل الحصن، ويضم بقايا وأعمدة وطريق مبلط ومدائن.
تل المصطبة ويوجد بالقرب من خان الأحمر شمال بيسان
ويحتوي على أنقاض أثرية ومدافن.
|