مدن فلسطينية
مدينة الرملة
• الموقع والتسمية
تتمتع الرملة بموقع جغرافي هام، إذ تعتبر موقعاً لعقدة المواصلات في المنطقة،
وهي تقع في منتصف السهل الساحلي الفلسطيني، وهي قريبة من مدينة اللد، وتمر
بها الطرق والسكك الحديدية، وقد ساعد موقعها على ربط شمال فلسطين بجنوبها
وشرقها بغربها.
بنيت الرملة على يد الخليفة الأموي سليمان بين عبد الملك عام 715م لتحل محل
اللد كعاصمة لجند فلسطين، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى كثرة الرمال على
أراضيها، وفي رواية أخرى سميت بهذا الاسم نسبة إلى امرأة اسمها رملة كانت
تعيش في بيت للشعر رآها سليمان بن عبد الملك عندما كان والياً على فلسطين
فأكرمته فبنى المدينة وأطلق عليها اسمها.
• الرملة عبر التاريخ :
أصبحت مدينة الرملة في عهد العباسيين تابعة لولاية الشام وشهدت بعض حوادث
التمرد التي لم يكتب لها النجاح ثم حكمت من الطولونيين مدة من الزمن ثم
الأخشيديين ثم القرامطة ثم الفاطميين واحتلت من قبل الصليبيين وأصبحت تتأرجح
بين المسلمين والصليبيين حسب ظروف ونتائج المعارك التي دارت بينهم زمن
الأيوبيين إلى أن احتلها الصليبيون في عام 1099م واستعادها المسلمون في عام
1102م، واحتلت مرة أخرى من قبل الصليبيين ثم استردها صلاح الدين الأيوبي بعد
معركة حطين في عام 1187م، ثم عادت لحكم الصليبين في عام 1204م، وظلت حتى
حررها الظاهر بيبرس المملوكى في عام 1261م، واستمرت تحت حكم المملوكي حتى
دخلت تحت الحكم العثماني في عام 1547م وتعرضت للاحتلال الفرنسي على يد
نابليون بونابرت إبان الحملة الفرنسية الشهرية على مصر والشام، ثم الحكم
المصري بعد حملة ابراهيم باشا على الشام وفي عام1917 م انتهي الحكم العثماني
لتدخل الرملة مع باقي المدن الفلسطينية تحت الانتداب البريطاني. وطوال الفترة
الماضية تبوأت مدينة الرملة مكانة هامة إذ استمرت عاصمة لجند فلسطين طوال 400
عام، ومركز هاماً في المنطقة على الرغم من تعرضها إلى العديد من الزلازل التي
أحدثت الكثير من الخراب والدمار في سنوات 1031م، 1070، 1293، 1927.
• السكان والنشاط الاقتصادي:
تأثر النمو السكاني لمدينة الرملة وقضائها بالأحداث التاريخية والسياسية
والكوارث الطبيعية، فتميز عدد سكان المدينة بالتذبذب عبر العصور التاريخية،
فكان يرتفع عدد سكانها من الازدهار وينخفض عندما تتعرض المنطقة للكوارث
الطبيعية والمحن السياسية.
وقد قامت مدينة الرملة بعدة وظائف منها:
الزراعة:
والرملة مدينة زراعية اشتغل بها أهلها منذ القدم، حيث
زرعت أشجار الزيتون والحمضيات والعنب والرمان والتفاح، بالإضافة إلى الحبوب
والخضروات.
الصناعة:
وتعتبر منطقة الرملة من المناطق الصناعية
الرئيسة في فلسطين، وقد ساعد ذلك وقوع الرملة في ملتقى طرق المواصلات، وقد
مارس سكان مدينة الرملة صناعات مثل قطع الحجارة، استخراج الرخام، والصناعات
الغذائية. وبعدا حتلالها من قبل اليهود أنشئت فيها صناعة النسيج والصناعات
الكيماوية والمجوهرات والورق والأخشاب والبلاستيك وغيرها.
التجارة:
إن
موقع مدينة الرملة ساهم في زيادة النشاط التجاري، إذ كثرت الحوانيت والأسواق
التجارية قرب مركز المدينة وأقيمت الفنادق والحمامات.
النشاط
الثقافي :
لقد كان في الرملة في أواخر العهد العثماني سبع مدارس معظمها أهلية، وفي
أواخر عهد الانتداب البريطاني اشتملت الرملة على مدرستين ثانويتين حكوميتين
أحدهما للبنين والثانية للبنات، بالإضافة إلى ثلاث مدارس ابتدائية وهي مدرسة
بستان بلدية الرملة والمدرسة الصلاحية ومدرسة الإناث الوطنية والمدرسة
العباسية ومدرسة الراهبات للبنات (سانت جوزيف) ومدرسة تراسنطة اللاتينية
وهناك عدد أخر من المدارس.
معالم المدينة
هناك العديد من المعالم التاريخية والأثرية في مدينة الرملة مثل، الجامع
الكبير وهو في الأصل كنيسة ماريوحنا المعمراني، بنيت في القرن الثاني عشر
الميلادي، ثم تحولت إلى مسجد في القرن نفسه، وقد عمر هذا المسجد في عهد
الناصر محمد بن قلاوون، ويقع في منتصف المدينة القديمة.
الجامع الأبيض: ويقع إلى القرب من المدينة القديمة
وقد خطة سليمان بن عبد الملك وسط المدينة وجعله مركزاً لها.
مسجد عبد الرحمن بن صديق وهو مسجد صغير مهجور يوجد
داخل المدينة.
مقام النبي صالح عليه السلام ويحتفل به السكان في
موسم يقام كل عام في يوم الجمعة من شهر نيسان بعد عيد الفصح.
كما يوجد ثلاثة كنائس للفرنسيكان- والكاثوليك- والروم- وقصر سليمان بن عبد
الملك وبركة العنزية.
المدينة اليوم:
كان قضاء الرملة يضم 83 مركزاً عمرانياً من مدن وقرى عربية ، وقد أصبحت الرملة اليوم
مركزاً للكثير من الصناعات الهامة مثل صناعة الأسمنت والأجهزة الكهربائية
والآلات الكثير من وغيرها من الصناعات.
-------------------------------
|