القائمة الرئيسية

 

الصفحة الرئيسية

جمال لغة القرآن العظيم..

 

لقد شهد أعداء رسول الله من مشركي مكة أن القرآن الكريم ليس من كلام البشر بعد أن استمعو لفصاحته وبيانه، شهدوا أنه كلام عظيم تخشع له القلوب والعقول والأبصار.. ولذلك نتساءل متى تخشع قلوب المؤمنين لآيات القرآن الكريم، متى يدركوا قيمة آياته ويعملوا بأحكامه ويتدبروا معانيه…طال هجر المؤمنين للقرآن فصدأت قلوبهم، فلا بد لهم من عودة للذكر الحكيم

 {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ }

 

 

اجتمع ذات مرة عمرو بن هشام والوليد بن المغيرة وامية بن خلف وكانوا من عتاة أعداء محمد (ص) وقالوا (يا وليد انك أفصحنا فما رأيك أن تذهب لمحمد فتعرض عليه، إن شاء ملكاً نصبناه ملكاً علينا، وإن شاء مالاً جمعنا له منه حتى يصبح أغنانا، وإن شاء زواجاً زوجناه أجمل نسائنا، وإن كان هذا الذي يأتيه شئ لا يستطيع رده عن نفسه أتينا له بأمهر السحرة والعرافين حتى يشفى). فذهب الوليد ، وعندما أكمل عرضه تلى عليه النبي (ص) آيات من سورة فصلت:

 

حم {1} تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {2} كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {3} بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ {4} وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ {5} قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ {6} الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ {7} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ {8} قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ {10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ {11}‏ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {12} فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ {13}

 

 انبطح الوليد على الأرض قائلاً ( كفى يا محمد، أناشدك الرحمة) ورجع إلى أصحابه ممتقع الوجه مصفر اللون، فنظر إليه أبو جهل وقال ( والله إن الوليد رجع بغير الوجه الذي ذهب به، فلعله قد أصابه سحر محمد). فلما وصلهم الوليد سألوه ( ما بك يا وليد؟) فرد عليهم بقوله ( والله لأني أدرى الناس بلغة العرب وشعرها ونثرها، والله ما كلامه بالشر ولا بالنثر، كما وإني لأدرى الناس بالكهانة، والله ليس كلامه بالكهانة، بل إن فيه لحلاوة وان عليه لطلاوة وان أسفله لمغلق وان أعلاه لمثمر وانه يعلو ولا يعلى عليه وما هو بقول بشر) فسخروا منه وقالوا ( ألم نقل لك إن سحر محمد قد أصابك؟). وقد صور القرآن الوليد تصويراً تمثيلياً كأنه صورة فوتوغرافية عندما نزلت الآيات على محمد (ص) :

 

إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ {18} فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ {19} ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ {20} ثُمَّ نَظَرَ {21} ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ {22} ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ {23} فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ {24} إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ {25}

انظر أخي القارئ كيف نقل القرآن هذا المشهد ثم يصفع الوليد بقوله:

 

سَأُصْلِيهِ سَقَرَ {26} وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ {27} لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ {28} لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ {29} عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ {30}