|
|||||||
آية وتعليق {مَّا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللهُ شَاكِراً عَلِيماً}[النساء:147] بعد ذكر الآيات التي ورد فيها حال المنافقين وصفاتهم وأفعالهم فتح الله بعد كل هذا باب توبته ورحمته لهم إن تابوا ورجعوا إلى الحق وأهله وقال بن حرير في تفسير هذه الآية: " ما يصتع الله إيها المنافقون بعذابكم إن أنتم تبتم إلى الله ورجعتم إلى الحق الواجب لله عليكم " وقال بن كثير: إنه سبحانه يعذب العباد بذنوبهم. ونقول: إذا كانت كل هذه الرحمة والتوبة المفتوح بابها للمنافقين الذين وُعدوا قبل هذه الآيات بأنهم في الدرك الأسفل من النار فهي للعصاة أولى وقد فتح الله باب التوبة حتى لمن يرتكب أفظع الجرائم وهى أن يجعل لله ولداً فبعد أن بين الله حكمه بأنهم كفرة خارجين عن المِلَّة قال لهم في سورة المائدة {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[المائدة:74]. ومعلوم أن باب التوبة لا يغلق إلا في حالتين إذا حضر الموت وإذا طلعت الشمس من المغرب وقيل إذا حل العذاب بقوم فلا توبة لهم. فيا عبدالله ويا أمةالله أقبلوا على الله فالله أكرم من أن يعذب الشاكرين المؤمنين التائبين. أقبل على الله فذنبك مهما كبر "شئ" ورحمة ربك وسعت كل شيء. بالله عليكم لا تؤجلوا فالله يعلم متى الأجل وأين وكيف يكون.
|
|||||||
|