القائمة الرئيسية

 

الصفحة الرئيسية

آية وتعليق  

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [التغابن: من الآية14]

عدو لكم: ليس المراد من هذه العداوة ما يفهمه كثير من الناس، بل إنما هي عداوة المحبة الصادة عن الخير، وأعمال البر.
فكن على حذر، فهي كما قيل:

أحلام نوم أو كظل زائل        إنَّ اللبيب بمثلها لا يخدع

قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ:
"
ينبغي للعاقل أن يعلم أنه مفلس من الوجود، فكل أحد يريده لنفسه لا له من أهل وولد وصديق وخادم، وليس معه على الحقيقة إلا الحق سبحانه وتعالى، فإن خذله أو أخذه بذنبه لم يبق له متعلق، وكان الهلاك الكليّ، وإن لطف به وقربه إليه لم يضره انقطاع كل منقطع عنه، فليجعل العاقل شغله خدمه ربه، فما له في الحقيقة غيره، وليكن أنيسه، وموضع شكواه، فلا تلتفت أيها المؤمن إلاّ إليه، ولا تعوِّل إلا عليه، وإياك أن تعقد خنصرك إلا على الذي نظمها ".                                    من الآداب الشرعية (1/177) لابن مفلح.
واعلم ـ أيها العاقل ـ أن:

من كل شيء إذا ضيعته عوض         وما من الله إن ضيعته عوض