القائمة الرئيسية

 

الصفحة الرئيسية

قتل علي رضي الله عنه

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد أن فريق علي هو على الحق وأن طائفته تقتل الخوارج.. انتهى علي من مقاتلة الخوارج في النهروان.. وظن علي أنه بعد أن قتل رؤوسهم بأنه قد تخلص من الخوارج.. ولكن مراجل الحقد ظلت تغلي في قلوبهم..

جلس الخوارج مرة.. وتذكروا أخوانهم في النهروان.. فقالوا: ماذا نصنع في الحياة بعد مقتل إخواننا!! فلو سرنا وقتلنا أئمة الضلال ( أي يقصدون علي ومعاوية وعمرو) فقتلناهم، أرحنا منهم البلاد والعباد وأخذنا بثأر أصحابنا.. فقام رجل يقال له عبدالرحمن بن ملجم التميمي وقال: أنا أقتل علي، وقال رجل اسمه البرك بن عبدالله التميمي: أنا أكفيكم معاوية، وقال رجل اسمه عمرو بن بكر التميمي: وأنا أكفيكم عمرو بن العاص.. وخرج الثلاثة في 17 رمضان سنة 40 هـ لينفذوا ما اتفقوا عليه..

وفشل كل من  البرك بن عبدالله التميمي و عمرو بن بكر التميمي في مهمتهم وقدّر الله أن لا يفلحوا في قتل معاوية وعمرو.. ونجح عبدالرحمن بن ملجم في تنفيذ ما أراده واستطاع أن يطعن علي بسيف مسموم.. وكان قتله لعلي يسيرا لأن علي كرّم الله وجهه يخرج بلا حرس.. كان علي يخرج قبل صلاة الفجر بوقت ليوقظ المسلمين للصلاة.. أمير المؤمنين رضي الله عنه يوقظ رعيته لأداء صلاة الفجر.. فطعنه عبد الرحمن.. وحُمِلَ علي إلى داره ولما نام على فراشه وأفاق طلب من المسلمين أن يذهبوا لأداء صلاة الفجر.. ثم عاد الناس واستطاعوا أن يمسكوا بعبد الرحمن وأدخلوه على علي، فقال له علي: (يا عدو الله ألم أكن أحسن إليك؟ ) فقال: بلى، فقال علي: (وما الذي حملك على هذا؟؟) فقال: لقد شحذت سيفي 40 يوما وسممته 40 يوما ودعوت الله ان أقتل به شر الخلق.. فقال له علي: ( ما أراك إلا مقتولا به ولا أراك إلا من شر الخلق ).. فنظر علي إلى الغيظ في عيون من يحيطون به، فالتفت إلى أصحابه وأبنائه وقال لهم: ( أحسنوا إليه ( أي لعبد الرحمن) وأكرموا مثواه.. فإن أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا، وإن أمت فألحقوه بي، أخاصمه عند رب العالمين، ولا تقتلوا بي سواه.. ).

ثم دخل عليه أصحابه وقالوا له: استخلف الحسن من بعدك.. فأبى علي ذلك وقال: (لا آمركم ولا أنهاكم، أنتم بأموركم أبصر).. فقالوا له: فماذا تقول لربك إن لقيته غدا ولم تستخلف علينا؟! فقال علي: (أقول له يا رب تركتهم دون ان أستخلف عليهم كما ترك رسول الله أمته دون أن يستخلف عليهم أحد)..

ثم دعا علي أبنائه فدخلوا وعلى رأسهم الحسن أكبرهم، وراح علي يملي عليهم وصية رائعة:
أوصيكم بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا  فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام) ، الله الله في القرآن لا يسبقنكم إلى العمل سابق ، الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم، ولا تخافن في الله لومة لائم، يكفكم من أرادكم وبغى عليكم، قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعليكم بالتواصل وإياكم والتدابر، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان...

ثم امرهم أن ينصرفوا وظل يردد لا إله إلا الله.. حتى لقي ربه فجر يوم السبت سنة 40 هـ.. ولما فرغ الصحابة من دفن علي تقدمت جموع المسلمين لمبايعة الحسن رضي الله عنه..

فضل الحسن ومناقبه من الحديث الشريف:

قَالَتْ عَائِشَةُ خَرَجَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ (أي كساء) مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ قَالَ (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ».

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ هُمَا رَيْحَانَتَاىَ مِنَ الدُّنْيَا ».

عَنْ عَلِيٍّ قَالَ الْحَسَنُ أَشْبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ وَالْحُسَيْنُ أَشْبَهُ بِالنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ.

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِى وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِى ».

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ وَيَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنِّى أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا »

أَخْرَجَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ الْحَسَنَ فَصَعِدَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَقَالَ « ابْنِى هَذَا سَيِّدٌ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ » .

وقد صدق رسول الله فقد أصلح الحسن بن فئتين من المسلمين، أي فئة علي وفئة معاوية.. والرسول يقر أن الفئتين من المسلمين.. فالطائفتين على الحق ولم تخرج أي منهما من ملة الإسلام..

فقد أضحى معاوية قلقا بعد أن استخلف المسلمين الحسن.. فبعث بمخاوفه إلى عمرو بن العاص.. وانضم إلى الحسن جيش جرار.. فبعث معاوية برجلين إلى الحسن ليفاوضا الحسن.. وصالح الحسن معاوية.. وتم الصلح بين الشام والعراق.. وسمي هذا العام عام الجماعة.. وتنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية سنة 41 هـ ..حقنا لدماء المسلمين.. ودخل جميع المسلمين تحت طاعة معاوية..