القائمة الرئيسية

 

الصفحة الرئيسية

نبوءة النبي بمقتل عثمان

 

 

 

بعد مقتل عمر رضي الله عنه كُسِرَ الباب الذي كان مُغلِقاً لفتن كبيرة..وأول فتنة بعد قتل عمر كانت قتل عثمان على يد طائفة من دعاة الشر الذين تألبوا عليه..

ولقد تنبأ النبي بمقتل عثمان وأنه سيقتل مظلوماً..

- عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِتْنَةً فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ « يُقْتَلُ فِيهَا هَذَا الْمُقَنَّعُ يَوْمَئِذٍ مَظْلُوماً ». قَالَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ.

 

- عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ قَالَ انْطَلَقْتُ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَدَخَلَ حَائِطًا لِلأَنْصَارِ فَقَضَى حَاجَتَهُ فَقَالَ لِى« يَا أَبَا مُوسَى أَمْلِكْ عَلَىَّ الْبَابَ فَلاَ يَدْخُلَنَّ عَلَىَّ أَحَدٌ إِلاَّ بِإِذْنٍ ». فَجَاءَ رَجُلٌ يَضْرِبُ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ. فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ. قَالَ « ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ». فَدَخَلَ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ وَجَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَضَرَبَ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ عُمَرُ. فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ. قَالَ « افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ». فَفَتَحْتُ الْبَابَ وَدَخَلَ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَجَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَضَرَبَ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَ عُثْمَانُ. فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا عُثْمَانُ يَسْتَأْذِنُ. قَالَ« افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ ».

 

لماذا خص النبي عثمان بالفتنة والبلاء مع أن عمر قُتِل كما قتل عثمان؟

عندما قُتِل عمر كانت الدولة فتية وكان عمر قوياً مهاباً، أما عثمان قُتِلَ وامتُحِنَ بما لم يًمتَحَنْ به عمر، وتسلط عليه مجموعة من القوم أرادوا أن يخلعوا عثمان من الإمامة.. وعمر قتله أبو لؤلؤ المجوسي، فرد واحد قتله، فكان مقتله حادث فردي..أما عثمان قتله مجموعة من الحثالة..

فكانت أول فتنة أن تخرج مجموعة لخلع الخليفة وقتله..وبمقتل عثمان انقسم المسلون ووقع القتال بين الصحابة وكثر الاختلاف وتشعبت الآراء..

 

أَشْرَفَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ « هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى ». قَالُوا لاَ. قَالَ « إِنِّى لأَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلاَلَ بُيُوتِكُمْ كَوَقْعِ الْمَطَرِ ». الأطم: هو الحصن المرتفع.

 

مكانة عثمان ومناقبه من الحديث الشريف:

- كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا قَدْ وَضْعَ ثَوْبَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ ، وَالنَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى هَيْئَتِهِ ، ثُمَّ عُمَرُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْقِصَّةِ ، ثُمَّ عَلِىٌّ ثُمَّ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَالنَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى هَيْئَتِهِ ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَاسْتَأْذَنَ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَوْبَهُ فَتَجَلَّلَهُ - قَالَتْ عَائِشَةُ - فَتَحَدَّثُوا ثُمَّ خَرَجُوا قَالَتْ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِىٌّ وَسَائِرُ أَصْحَابِكَ وَأَنْتَ عَلَى هَيْئَتِكَ ، فَلَمَّا جَاءَ عُثْمَانُ تَجَلَّلْتَ بِثَوْبِكَ. قَالَتْ فَقَالَ :« أَلاَ أَسْتَحْيِى مِمَّنْ تَسْتَحْيِى مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ ».

 

عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رضى الله عنه - حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَقَالَ « اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِىٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ » .

 

َقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ » . فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ . وَقَالَ « مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ » . فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ .

 

ما إن تولى عثمان الخلافة.. إلا واشتعلت نار الثورة وانتفضت القوى على الدولة الإسلامية.. لأن الكل كان يخشى عمر.. أما عثمان كان شيخاً كبيراً تجاوز السبعين من عمره.. فتمردت قوى في أذربيجان وغيرها..

ومع ذلك تحولت الكثير من الفتن إلى فتوحات حتى بلغت جيوش المسلمين السودان والحبشة والصين والهند في عهد عثمان..

 

ومن المعروف أن الفتنة لو بدأت من الداخل أخطر بكثير من كل الفتن الخارجية ولو اجتمعت.

ولقد كان على رأس الفتنة التي أدت إلى مقتل عثمان عبدالله بن سبأ... الذي لم يجد له أعوانا في المدينة لينفذ غايته.. فالمدينة فيها الصحابة.. فاتجه إلى العراق والشام ونزل إلى مصر وأعد له أعوانا...وكان يزعم هو ومن معه أنهم يريدون نصرة الإسلام.. وأن لكل نبي وصيا وإن علياً هو وصي النبي.. وأن عثمان بن عفان وثب على أمر هذه الأمة وأخذ الحق من علي..

 

ونتابع في الحلقة القادمة الحديث عن إشعال نار الفتنة من قِبَل ابن سبأ.