القائمة الرئيسية

 

الصفحة الرئيسية

 

مبايعة علي رضي الله عنه بالخلافة

تمت مبايعة علي بن أبي طالب بالخلافة بعد مقتل عثمان، وكان أول من بايعه طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام.

بقيت المدينة بعد وفاة عثمان خمسة أيام من دون خليفة، وكانت المدينة تحت حكم قتلة عثمان، وكان الغافقي الذي قتل عثمان يتقدم الناس للصلاة بهم في مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام.. فأي نكبة وأي مصيبة هذه؟!!

وأول من ذهب إلى علي يطلب مبايعته بالخلافة هم قتلة عثمان، وقد ورد أنه في يوم الجمل قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- -: " اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ، ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان ، وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت  : إني لأستَحْيي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة) وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن بعد ."
فانصرفوا ، فلما دُفِنَ رجع الناس فسألوني البيعة فقلت : اللهم إني مشفقٌ مما أُقدم عليه ثم جاءت عزيمة فبايعتُ فلقد قالوا :( يا أمير المؤمنين ) فكأنما صُدِعَ قلبي وقلت ) اللهم خُذْ مني لعثمان حتى ترضى ).

فلقد تمت البيعة لعلي بعد دفن عثمان رضي الله عنه.

في البداية رفض علي الخلافة وطلب أن يبايعوا طلحة بن عبيد الله أو الزبير بن العوام، لأن علياً ليس من عبّاد المناصب، ويعرف أنها ستكون مسؤولية كبيرة.. فذهب مع الناس إلى طلحة ليعرضوا عليه تولي الخلافة، ولكن طلحة قال لعلي: إنك أفضل مني، ثم ذهبوا إلى الزبير وقال كما قال طلحة..فذهب علي ومعه طلحة والزبير إلى المسجد واجتمع الناس وبايعوه للخلافة.

لقد كانت بيعة علي في المسجد في العلن وأمام الناس ولم تكن في السر والخفاء كما يدّعي البعض.. وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل وفاته قد سمى ستة من الصحابة ليختار الناس واحد منهم خليفة للمسلمين وهم: علي بن أبي طالب، عثمان بن عفان، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص. وكان قد تنازل الأربعة طلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن فبقي الأمر بين عثمان وعلي، حتى اجتمع المسلمون أن تكون الخلافة لعثمان فبايعه علي وأعلن الطاعة.. فلقد كان علي هو المرشح الأقوى للخلافة بعد قتل عمر، وبعد مقتل عثمان كان علي هو الأحق بالخلافة..رضي الله عنهم أجمعين.

ولا يجوز لأحد كائناَ من كان أن يسبّ صحابة رسول الله أو ينسب إليهم ما لا يليق بهم وهم الاخيار الأطهار:

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ ».

 

وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: "الله الله في أصحابي الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ".

ونتابع في الحلقة القادمة الحديث عن موقعة الجمل.