القائمة الرئيسية

 

الصفحة الرئيسية

موقعة صفين

كان الصحابة متفقين على إقامة الحد على قتلة عثمان ولكن الخلاف كان على تقديم أو تأخير إقامة الحد، ولقد أجّل علي إقامة الحد لأن كلمة المسلمين كانت مشتتة، والثوار لا زالوا يحاصرون المدينة.. وعلي لا يمتلك القوة الكافية لكي يتمكن من قتل من تفرق دم عثمان بينهم.

ونحن نجزم أن كل الصحابة مأجورين، مع أن الحق كان مع علي.. ولكن طلحة والزبير ومعاوية اجتهدوا وأخطأوا.. ونعلم أن المجتهد المصيب له أجران والمخطئ له أجر واحد، ونُقِّر أن الصحابة يخطئون.. فهم ليسوا ملائكة أو بشر معصومين، ولكن نحن لا نقول أن أي صحابي يقوم بالخطأ عن قصد وعن عمد.

فقد ورد عن الرسول أن طلحة شهيد يمشي على الأرض.. فلو كان ما خرج به طلحة عصياناً فما كان ليحكم له النبي بالشهادة.. وقد قُتِلَ طلحة في موقعة الجمل.. وصحَّ ما قال علي أن قاتل الزبير في النار وقد سمع ذلك من الرسول.. وبذلك ثبت أن طلحة والزبير ليسا عاصيين في القتال.. فلا يجوز أن نلعنهم أو نفسقهم.. رضي الله عنهما.. بل أن علي نفسه كان يرى أنه حق أن يخرج طلحة والزبير وعائشة لطلب دم عثمان.

أما موقعة صفين فما حدث كالتالي:

صفين مكان على شاطئ العراق.. آخر حدود العراق وأول حدود الشام.. وقعت الفتنة الثانية بين فريق علي ( أهل العراق ) وفريق معاوية ( أهل الشام).. فقد كان معاوية يريد الثأر لعثمان ورفض البيعة لعلي.. وعندما رأى أهل الشام قميص عثمان وعليه الدماء، بايعوا معاوية على المطالبة بدم عثمان.. وأن لا يبايع علي إلا إذا أقام الحد على قتلة عثمان أو سلمهم لمعاوية.

فمعاوية قريب لعثمان وعامله على الشام وأولى الناس أن يطالب بدمه..

وما كان معاوية يريد منازعة علي على الخلافة.. ولكنه كان يطالب بدم عثمان ولكنه أخطأ الرأي، وأراد أن يقاتل علي على دم عثمان ولأنه آوى قتلة عثمان.. وقتال علي لمعاوية كان حتى يرجع إلى الحق.

و وقع القتال، واشتد في ليلة في صفرسنة 37 هـ سميت ليلة الهرير، ودار القتال حتى الصباح ووقع الكثير من القتلى حتى رفع أهل الشام المصاحف ونادوا بالصلح والاحتكام إلى كتاب الله بعد ما كادت الحرب تنتهي لصالح علي.. وأصر فريقا من أهل العراق وهم جماعة القراء على التحاكم.. وأذعن علي للتحاكم.. مع أنه في الواقع ما خرج إلا لنصرة كتاب الله.. وانصرف الفريقين عن أرض المعركة وانتظروا حكم الحكمين المختارين، فاختار أهل العراق ابي موسى الأشعري.. ومن جهة أهل الشام تم اختيار عمرو بن العاص.. وكان مكان الصلح في دومة الجندل..

ونتابع في الحلقة القادمة الحديث عن قضية التحكيم.